يخبرنا ربنا سبحانه وتعالى في هذه الآيات عن حال الكفار يوم القيامة حين يعذبهم الله عز وجل، ويدخلهم النار، ويعلمون أن هذا الجزاء الصعب الذي عاينوه هو بسبب من أنفسهم، فيبغضون ويكرهون أنفسهم في ذلك الوقت حين يعذبهم الله سبحانه.
فإذا مقتوا وأبغضوا أنفسهم نادتهم الملائكة: إن الله يبغضكم أشد من بغضكم لأنفسكم، يقول الله سبحانه:((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ)) أي: تناديهم الملائكة، {لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ}[غافر:١٠]، والمقت: هو أشد البغض والكره، وقد مقتهم الله حين كذبوا رسل الله عليهم الصلاة والسلام، وحين عارضوا ربهم، وجحدوا آياته، ففي هذا الحين استحقوا غضب الله ومقته وبغضه سبحانه، فلما جاءوا يوم القيامة أبغضوا أنفسهم حين رأوا العذاب، وعلموا أنه بسبب تكذيبهم، وبسبب إعراضهم، وبسبب قلة عقولهم، فأبغضوا أنفسهم فنادتهم الملائكة بذلك.
يقول الله سبحانه وتعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ}[غافر:١٠] أي: أشد، {مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ}[غافر:١٠] أي: حالة وحين {تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}[غافر:١٠] أي: مقتم الله في الدنيا في حال أن دعتكم أنبياء الله إلى الإيمان بالله فأعرضتم وكذبتم، فاستحققتم مقت الله سبحانه، {إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ}[غافر:١٠] يعني: في حال دعتكم رسل الله إلى الإيمان فكفرتم وكذبتم مقتكم الله عز وجل أشد المقت.