[تفسير قوله تعالى:(إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار)]
قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}[محمد:٣٤] رحمة الله عظيمة، فيقول:{فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}[محمد:٣٤] فيها رحمة رب العالمين سبحانه، فالكافر الذي يصد عن سبيل الله ولا يزال على ذلك حتى قبيل الوفاة فيتوب إلى الله يغفر الله له.
فإذا كان كل حياته كافراً ويصد عن سبيل الله ويشاقق الرسول وفي النهاية تدركه الرحمة ويتوب إلى الله يغفر الله له، فقيد حبوط العمل بأن يموت على ذلك، وتخرج روح هذا الإنسان وهو على الكفر، هذا الذي لا يغفر الله عز وجل له.
قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا}[محمد:٣٤] يعني: استمروا على كفرهم حتى جاءهم الوفاة وهم كفار، قال تعالى:{فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}[محمد:٣٤] والغفر بمعنى: المحو والستر، فالله يغفر للمؤمنين، وفيها رحمة الله عز وجل بالمؤمنين، فالمؤمن تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى طالما أنه لم يقع في الكفر بالله سبحانه، ومات على الإيمان، فعسى الله أن يغفر له حتى ولو كان صاحب كبيرة.
فالله عز وجل يغفر الذنوب، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، ففيها الرجاء في رحمة رب العالمين سبحانه لمن آمن، حتى وإن كان من أهل المعاصي، فكيف بمن آمن وكان من أهل الطاعات؟ فلا شك أن الله عز وجل يغفر له ويدخله جنته، نسأل الله عز وجل مغفرته وجنته إنه على كل شيء قدير.
أقولي قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.