وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ذكر المعازف وأن الناس سوف يستبيحونها، ففي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم:(ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)، ومعنى: يستحلون هذه الأشياء: أنها محرمة فيستبيحونها بعد ذلك بأفعالهم وأقوالهم.
والحر: الفرح، أي: يستحلون ذلك، والحرير أي: يلبس الرجال الحرير، ويضربون بالنهي الشرعي عرض الحائط، فيستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، وقد علموا أن الله عز وجل حرمها، ومع ذلك يستبيحونها إما بفعلهم وإما بقولهم، وكذلك المعازف.
يقول الإمام القرطبي رحمه الله: إن هذه الآية نزلت في الغناء، وقد صح ذلك عن ابن مسعود وعن ابن عباس رضي الله عنهما، بل قد أقسم ابن مسعود ثلاث مرات أن هذه الآية نزلت في ذلك، وجاء عن ابن مسعود وابن عباس وجابر بن عبد الله وغيرهم أنهم فسروا هذه الآية بأن المقصود منها: الغناء.
يقول الإمام القرطبي: قال أبو الصهباء: سئل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}[لقمان:٦] فقال: الغناء؛ والله الذي لا إله إلا هو.