[تفسير قوله تعالى:(وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون)]
فإذا كان الدين واحداً والرب واحداً، فالذي يخالف هذا الدين يستحق أن يعذبه الله سبحانه.
وأخبر عن هؤلاء أنهم {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}[الأنبياء:٩٣]، أي تقطعوا هذا الدين فمنهم من عبد الله سبحانه وتعالى وهم أهل الإسلام الذين تابعوا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومنهم من فرق الدين، فذهب لعبادة الأصنام أو عبد الملائكة أو ادعى على الله سبحانه وتعالى أن له الصاحبة وأن له الولد، وعبد من دون الله عز وجل ما لم ينزل به سلطاناً.
فقوله تعالى:{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ}[المؤمنون:٥٣] أي: قطعوا وفرقوا دينهم فصاروا شيعاً، ومنهم من فرق الدين، فذهب لعبادة الأصنام أو عبد الملائكة، أو ادعى على الله سبحانه وتعالى كذباً أن له الصاحبة وأن له الولد، وعبد من دون الله عز وجل ما لم ينزل به سلطاناً.
قال تعالى:{كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ}[الأنبياء:٩٣] هؤلاء الذين زعموا أنهم يعبدون غير الله سبحانه لن يرجعوا إلى هذا الغير، وإنما يرجعون إلى الله سبحانه.
فكل هؤلاء أفراداً وجماعات يرجعون إلى الله ليجازيهم ويحاسبهم، فهم فريقان إما أهل الأعمال الصالحة والتوحيد، وإما أهل الشرك والكفر.