قال الله تعالى:{هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}[النمل:٢]، أي: هذا القرآن هدى، وهذا القرآن بشارة للمؤمنين، وإن كان يحوي النذارة أيضاً، ولكن بين الله عز وجل هنا شيئاً من خصائص هذا القرآن، قال تعالى:{هُدًى}[النمل:٢]، منصوبة على أنها حال، وآيات القرآن هداية يهدي بها الله عز وجل من يشاء من خلقه، وبشارة لمن شاء الله عز وجل أن يهديه.
وكذلك يجوز أن تكون مرفوعة، فيكون التقدير: هو هدى، وهو بشرى، أو: هي هدى، وهي بشرى للمؤمنين، فقوله تعالى:{هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}[النمل:٢]، أي: يبشر الله عز وجل المؤمنين، والبشرى: الإعلام بالخبر السار، والبشارة قد تكون إعلاماً بخبر سار وهذا الغالب، وقد يكون إعلاماً بخبر غير سار وهذا قليل، بخلاف النذارة، فقولك: تنذر، يعني: تهدد بخبر فيه العقوبة من ورائه.