قال الله تعالى:{كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}[لقمان:٢٩]، أي: ليس إلى الأبد بل إلى أجل مسمى، وإلى أن تأتي القيامة، والشمس قد عبدها أناس، والقمر عبده أناس، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:(الشمس والقمر ثوران عقيران في النار)، فالشمس تكون يوم القيامة كالثور المعقور المذبوح في نار جهنم، والقمر كذلك، والشمس هذا الكوكب المشتعل الملتهب الذي تبلغ درجة حرارة غلافه الخارجي فوق الستة آلاف درجة، وفي باطنه تتجاوز الستة ملايين درجة، فهذه الشمس المشتعلة وهذا القمر سيكونان يوم القيامة مشتعلين في نار جهنم، زيادة في التسعير على أهل النار من الكفار الذين عبدوا الشمس والقمر.
فيقال لهم: من كان يعبد شيئاً فليتبعه.
فيقولون: بلى، فإذا بالله عز وجل يصور لهم هذه الشمس فيرونها فتجري ويجري عبادها وراءها إلى نار جهنم، فيحرقون بها وبنار جهنم والعياذ بالله، والقمر كذلك، يجري ويجرون وراءه إلى النار، وهذا ليس تعذيباً للشمس ولا القمر، بل هو تعذيب لمن كان يعبدهما.
قال تعالى:{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ}[لقمان:٢٩]، تقول: هذا مسخر، أي: ذليل خاشع مطيع مسير، لا يقدر أن يعترض، {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ}[لقمان:٢٩] منهما {يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}[لقمان:٢٩]، إلى أن يأتي يوم القيامة، قال تعالى:{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ}[التكوير:١ - ٣]، إلى آخر الآيات التي ذكرها الله عز وجل فيما يكون في يوم القيامة.
قال تعالى:{وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[لقمان:٢٩]، الخبرة: دقة العلم، فالله سبحانه خبير بما تعلمون، فهل عبدتم الله أم عبدتم الشمس والقمر؟