قال تعالى:{فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ}[يس:٧٦] يطمئن نبيه صلى الله عليه وسلم، أن لا تحزن على هؤلاء:{فَلا يَحْزُنْكَ}[يس:٧٦] هذا من الفعل الثلاثي (حزن)، ويأتي من الفعل الرباعي (أحزن)، وقراءة نافع فيها (فلا يُحزِنك قولهم) بكسر الزاي.
وهنا وقف لازم:{فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ}[يس:٧٦] أي: قولهم إنك ساحر وكاذب وكاهن، فلا تحزن من أقوالهم فقد قيل هذا القول عن الأنبياء من قبلك.
{إِنَّا نَعْلَمُ}[يس:٧٦] هذا استئناف كلام جديد، {مَا يُسِرُّونَ}[يس:٧٦] ما يكتمون، {وَمَا يُعْلِنُونَ}[يس:٧٦] يعني: هم وإن أعلنوا لك أنك كاذب فنحن نعلم أنهم في سرهم يعتقدون أنك صادق، ولكن الغيرة والحسد دفعهم إلى هذا الشيء:{إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}[يس:٧٦].