قال تعالى:{سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ}[سبأ:١٨] أي: سيروا ما شئتم من الأيام والليالي في خلال هذه القرى آمنين.
والإنسان إذا سار من قرية إلى قرية أخرى بعيدة فإنه يسير خائفاً من اللصوص وقطاع الطريق، وأما إذا مشى في قرى متقاربة فلا يخرج من قرية حتى يدخل قرية أخرى، وكان الناس في كل طريقه فلا يخاف من قطاع الطرق.
فجعل الله عز وجل بلدة هؤلاء القوم بلدة طيبة، وهواءها نقياً، ولا توجد فيها الهوام، وفيها من الثمار والأشياء التي يحتاجونها الشيء الوفير والنعم الكثيرة، وفيها الأمن والأمان.
وقد جاء في حديث النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال:(من بات آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
فإذا كان الإنسان في أمان وهو في بيته وعنده طعامه وشرابه ولا يوجد أحد يسأله أي دين فهو ملك في مكانه، فماذا يريد أكثر من هذا؟ فهؤلاء كانت عندهم الدنيا كلها وكفروا بالله عز وجل ولم يحمدوه ولم يشكروه.