روى الإمام أحمد وابن ماجة عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم:(إن بين يدي الساعة الهرج) أي: القتل، وليس هو قتل الكفار ولكن قتل الأمة بعضها بعضاً، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن كلمة الهرج؟ فأخبر أنه القتل، يعني: سيكون بين المسلمين قتال، يقتل بعضهم بعضاً على الدنيا، وعلى الملك، وعلى الرئاسة، وعلى الحكم، وعلى النيابة، وعلى غير ذلك من أمور الدنيا.
حتى إن الرجل يلقاه أخوه فيقتله، أي: أن الإخوة من النسب يلتقيان فيختلفان على شيء تافه فيقتل أحدهما الآخر، كذلك الأخ في الدين يلقى أخاه فيختلفان على أمر من أمور الدنيا فيقتله.
(ينتزع عقول أهل ذلك الزمن) أي: أن الله عز وجل ينتزع عقولهم، فيصبحون لا عقول لهم، ولا رحمة، فلا يهتدون لشيء، إنما الذي يحكمهم والذي يريدونه هو الدنيا، والمنصب، والدينار، والدرهم، يقول:(ويخلف لها هباء من الناس يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء)، فيكون أكثر الناس لا عقول لهم، ولا يعرفون شيئاً عن دين الله سبحانه وتعالى، بل إن آخر ما يتكلمون عنه هو دين الله سبحانه وتعالى، فيحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء، ويخلف لهذا الزمان قوم يكون لهم هباء من الناس، يعني: أمثال الذر الذي لا قيمة له.