[تفسير قوله تعالى:(وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم)]
يقول الله تعالى:{وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ}[النمل:٨١]، فالنبي صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم، بمعنى: يدل، أما أن يأخذ الإنسان ويحوله من دين إلى دين فلا يقدر.
ومعنى قوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الشورى:٥٢]، أي: أنت -يا محمد- تدل وتبين، و {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[القصص:٥٦]، أي: لا تقدر أن تحوله إلى الإسلام، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدر على ذلك لحول عمه أبا طالب الذي دافع عنه وعن الإسلام دفاعاً عظيماً، ومع ذلك أبى إلا أن يموت كافراً، فالنبي صلى الله عليه وسلم يحاول أن يدعوه ويدخله في الدين، والله يقول له:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[القصص:٥٦]، كذلك الآية هنا:{وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ}[النمل:٨١]، وهذه قراءة الجمهور، وقراءة حمزة:(وما أنت تهدي العميَ عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون) أي: الذي يسمع فينتفع، وإلا فالكل يسمع، ولكن الذي يسمع فينتفع هو الذي يؤمن بكتاب رب العالمين، ويسلم نفسه ويوجه وجهه إليه سبحانه.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.