قال صلى الله عليه وسلم:(ويبقى أهل الإسلام جثوماً فيتمثل لهم الرب عز وجل فيقول لهم: ما لكم لم تنطلقوا كما انطلق الناس؟!)، أي: يأتيهم الله عز وجل في صورة غير الصورة التي يعرفون، والله يفعل ما يشاء تبارك وتعالى، وهذا من الغيب الذي نؤمن به كما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه.
قال:(فيقولون: إن لنا رباً ما رأيناه بعد، فيقول: فبم تعرفون ربكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة إن رأيناه عرفناه) والعلامة هي التي جاءت في الآية: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ}[القلم:٤٢]، فالعلامة أن يكشف عن ساق.
(قال: وما هي؟ قالوا: يكشف عن ساق.
فيكشف عند ذلك فيخر كل من كان يسجد طائعاً ساجداً)، أي: المؤمنون الذين كانوا يصلون لله عز وجل يسجدون مختارين راغبين راهبين لرب العالمين، فيخرون سجداً لله ويوفقهم الله عز وجل ويعينهم على ذلك، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم.
قال:(ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون)، أي: تصير ظهورهم كأذناب البقر يريدون أن يسجدوا فلا يستطيعون السجود،؛ لأن ظهورهم تصبح طبقة واحدة، وهؤلاء هم المنافقون.
قال:(ثم يؤمرون فيرفعون رءوسهم -أي: المؤمنون- فيعطون نورهم على قدر أعمالهم)، أي: بعد أن سجدوا لله عز وجل يعطون النور، ويعطى كل أحد من المسلمين نوراً بقدر عمله.
قال صلى الله عليه وسلم:(فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر ذلك من يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة، فإذا أضاء قدم قدمه، وإذا طفئ قام).
فيعطون النور يوم القيامة حتى يمروا في ظلماتها، وحتى يمروا فوق الصراط على ظهر جهنم إلى الجنة.