{ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[الحج:٣٣] ومعنى محلها كأنه مأخوذ من إحلال المحرم، فكأن المعنى محل الشعائر، إما على المعنى الواسع وهو: طاعة الله سبحانه تبارك وتعالى، أو على المعنى الضيق وهو: مناسك الحج.
وقوله تعالى:{مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[الحج:٣٣] المراد بذلك: طواف الإفاضة، يعني: بعد أن تحرم، وتطوف، وتسعى، وتقف يوم عرفة، وبعد أن تذهب إلى المزدلفة، وترجع إلى منى، وترمي الجمار، ترجع لتطوف بالبيت، فالآن تحل الحل الكبير، فبطواف الإفاضة يحل الإنسان الحل كله، فقالوا: المعنى: أن شعائر الله في الحج، من الوقوف بعرفة ورمي الجمار، والسعي، تنتهي بطواف الإفاضة، فعلى ذلك يكون هنا محلها، أي: نهاية الإحلال من شعائر الحج ومناسكه.
وقال الإمام الشافعي: المقصود هنا بقوله تعالى: (محلها) البدن نفسها، يعني: مكان ذبحها، وأنها تذبح في الحرم، فمعنى قوله:{مَحِلُّهَا}[الحج:٣٣] أي: إلى الحرم، وهذا بناء على أن الشعائر هي: البدن.