قال سبحانه:{وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}[الزخرف:٥٨] أي: هل الآلهة التي نعبدها خير أم هو؟ أي: أنت تقول أن كل من عبد من دون الله سيدخل النار والمسيح على ذلك سيدخل النار، وقد رضينا أن تكون آلهتنا مع المسيح، وغرضهم من هذا التكذيب، وهم يفهمون أن ما يقولونه باطل، ولكن يصدون عن سبيل الله بهذا الكلام ويفرحون في أنفسهم بأنهم قالوا شيئاً وردوا على النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه قراءة بعض القراء والبعض الآخر يقرؤها بالتسهيل وممن قرأها بالتسهيل المدني نافع وابن جعفر والمكي ابن كثير وكذلك أبو عمرو ورويس عن يعقوب، وابن عامر يقرءونها بتسهيل الهمزة الثانية، ((مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا)) أي: يعني هم يجادلونك فقط بهذا الجدال الباطل وهم يعرفون كذب أنفسهم ((بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)) أي: شديدوا المخاصمة والجدال والتمحل بالباطل.