أما بعد فلقد يسر الله وله الحمد والمنة إكمال مقابلة المجلد الأول والثانى من هذا الكتاب على قطعة من نسخة خطية في مكتبة شيخنا الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن ﵀، وعلى النسخة المطبوعة في بولاق من هذا الكتاب وهى المشهورة بالأميرية كما سبق التنبيه على ذلك في المجلد الأول، وكتبنا على المجلدين المذكورين ما تيسر من التعليقات والتنبيهات المفيدة، وصححنا ما أمكن تصحيحه من الأخطاء، ثم شرعنا في المجلد الثالث من هذا الكتاب مقابلة وتصحيحا وتعليقا كما تقدم حتى انتهينا إلى آخر الجنائز، فانتهت القطعة الخطية المشار اليها وهى التى يشار اليها في الطبعة الجديدة بمخطوطة الرياض، ثم استمر التصحيح والمقابلة على طبعة بولاق، وعلى نسخه خطية استحصلنا عليها من أخينا أحمد بن محمد القاصر من مكتبته المحفوظة في ضمد من قرى جيزان، حتى انتهينا إلى كتاب الحج. ثم رأينا بعد ذلك أن الاستمرار في التصحيح والمقابلة والتعليق على الطريقة المتقدمة يشق علينا كثيرا، ويحول بيننا وبين أعمال هامة، تتعلق بالمصالح العامة، ولاسيما بعد إسناد أمر رئاسة الجامعة الإسلامية بالمدينة إلينا بالنيابة عن سماحة شيخنا العلامة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ، وقيامنا بالتدريس في المسجد النبوى على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم،، وظهر لنا أنا إن استمررنا على ما نقدم من التصحيح والمقابلة والتعليق وعينا لذلك أوقاتا واسعة تليق بعظمة الكتاب وطوله تعطل علينا مصالح كثيرة، وإن عينا له أوقاتا لا تكفى تأخر الكتاب وطالت مدة طبعه، والقراء والمساهمون في حاجة الى إنجاز طبعه، فلذلك رأينا الإمساك عن المقابلة والتصحيح والتعليق، وأن يكمل طبع المجلد الثالث وما بعده من الأجزاء على طبعة بولاق لكونها أصبح الطبعات وأقلها أخطاء، وأوصينا القائم بطبع الكتاب وهو أخونا ومحبوبنا في الله الشيخ العلامة محب الدين الخطيب يجتهد في إنجاز الكتاب وتصحيح ما أمكن تصحيحه وتعليق ما تيسر له تعليقه من الفوائد والتنبيهات، لأنه وفقه الله ممن له اليد الطولى فى هذا الشأن، وكتبه وتعليقاته المفيدة معلومة للقراء، وأسأل الله أن يعينه على إكماله على ما يرام وأن يضاعف لنا وله ولكل من ساعد فى تصحيح هذا الكتاب وإبرازه للقراء الأجر، وأن ينفع به المسلمين، إنه جواد كريم. وإن من أعظم ميزات هذه الطبعة ما يسر الله لها من التصحيح والتعليق والتنبيه على مواضع الأحاديث المكررة، فالحمد لله على ذلك كله أولا وأخرا. وانى لأشكر شكراً كثيرا جميع الاخوان الذين ساعدوني في مقابلة وتصحيح ما مضى من هذا الكتاب، وأسأل الله أن يجزيهم عن ذلك خيرا، وأن يمنحهم العلم النافع والعمل الصالح والمزيد من كل خير. وإنى لأعتذر إلى القراء والمساهمين عما حصل من الإمساك المقابلة والتصحيح والتعليق على بقية المجلد الثالث وما بعده بالأعذار التي أسلفت ذكرها، وأرجو أن يعذرونى، وأسأل الله لى ولهم صلاح النية والعمل، والتوفيق لكل خير، انه سميع قريب، والحمد لله على كل حال، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين