للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بِامْرَأَةٍ. وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا قَتَادَةُ، فَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ عَنْهُ قَالَ: أَخَذَ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يَنُحْنَ وَلَا يُحَدِّثْنَ الرِّجَالَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَضْيَافًا وَإِنَّا نَغِيبُ عَنْ نِسَائِنَا، فَقَالَ: لَيْسَ أُولَئِكَ عَنَيْتُ. وَلِلطَّبَرِيِّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهُ: إِنَّمَا أُنَبِّئُكُنَّ بِالْمَعْرُوفِ الَّذِي لَا تعْصِينَنِي فِيهِ، لَا تَخْلُوُنَّ بِالرِّجَالِ وُحْدَانًا، وَلَا تَنُحْنَ نَوْحَ الْجَاهِلِيَّةِ. وَمِنْ طَرِيقِ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ الْبَرَّادِ عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، قَالَتْ: كَانَ فِيمَا أُخِذَ عَلَيْنَا أَنْ لَا نَعْصِيَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَلَا نَخْمُشُ وَجْهًا، وَلَا نَنْشُرُ شَعَرًا، وَلَا نَشُقُّ جَيْبًا، وَلَا نَدْعُو وَيْلًا.

تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ: فِي الْآيَةِ.

الْحَدِيثُ الْثَّالِثُ: قَوْلُهُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنَاهُ. هُوَ مِنْ تَقْدِيمِ الِاسْمِ عَلَى الصِّيغَةِ، وَالضَّمِيرُ لِلْحَدِيثِ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَذْكُرَهُ.

قَوْلُهُ: (وَقَرَأَ آيَةَ النِّسَاءِ) أَيْ آيَةَ بَيْعَةِ النِّسَاءِ، وَهِيَ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ الْآيَةَ، وَقَدْ قَدَّمْتُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ بَيَانَ وَقْتِ هَذِهِ الْمُبَايَعَةِ.

قَوْلُهُ: (وَأَكْثَرُ لَفْظِ سُفْيَانَ: قَرَأَ الْآيَةَ) وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ قَرَأَ فِي الْآيَةِ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى.

قَوْلُهُ: (وَمَنْ أَصَابَ مِنْهَا) أَيْ مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي تُوجِبُ الْحَدَّ، فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ: مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا.

قَوْلُهُ: (تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ) زَادَ الْمُسْتَمْلِيُّ فِي الْآيَةِ، وَوَصَلَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَقِبَ رِوَايَةِ سُفْيَانَ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: وَزَادَ في الْحَدِيثَ: فَتَلَا عَلَيْنَا آيَةَ النِّسَاءِ: ﴿أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ وَمَبَاحِثُهُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ مُسْتَوْفًى.

وَقَوْلُهُ ﴿بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ﴾ فِيهِ عِدَّةُ أَقْوَالٍ: مِنْهَا: أَنَّ الْمُرَادَ بِمَا بَيْنَ الْأَيْدِي مَا يُكْتَسَبُ بِهَا وَكَذَا الْأَرْجُلُ، الثَّانِي: هُمَا كِنَايَةٌ عَنِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقِيلَ: عَنِ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، وَقِيلَ: الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الْأَيْدِي كَسْبُ الْعَبْدِ بِنَفْسِهِ، وَبِالْأَرْجُلِ كَسْبُهُ بِغَيْرِهِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.

الْحَدِيثُ الْرَّابِعُ: قَوْلُهُ: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ) قُلْتُ: نَزَلَ الْبُخَارِيُّ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ دَرَجَتَيْنِ بِالنِّسْبَةِ لِابْنِ جُرَيْجٍ، فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِوَاسِطَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ كَأَبِي عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، وَمَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِمْ، ونَزَلَ فِيهِ دَرَجَةً بِالنِّسْبَةِ لِابْنِ وَهْبٍ فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْ جَمْعٍ مِنْ أَصْحَابِهِ كَأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ عِيسَى وَغَيْرِهما، وَكَأَنَّ السَّبَبَ فِيهِ تَصْرِيحُ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ النَّازِلَةِ بِالْإِخْبَارِ. وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ طَرَفًا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ الْعِيدَيْنِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِالْعُلُوِّ، وَهُوَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، وَصَرَّحَ فِيهِ ابْنُ جُرَيْجٍ بِالْخَبَرِ، فَلَعَلَّهُ لَمْ يَكُنْ بِطُولِهِ عِنْدَ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ وَلَا عِنْدَ مَنْ لَقِيَهُ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ، وَقَدْ عَلَاهُ أَبُو ذَرٍّ فِي رِوَايَتِهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، وَوَقَعَ لِلْبُخَارِيِّ بِعُلُوٍّ فِي الْعِيدَيْنِ، لَكِنَّهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَتَقَدَّمَ شَرْحُهُ هُنَاكَ مُسْتَوْفًى، وَقَوْلُ ابْنِ وَهْبٍ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ مَعْطُوفٌ عَلَى شَيْءٍ مَحْذُوفٍ.

٦١ - سُورَةُ الصَّفِّ

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾ مَنْ يَتْبَعُنِي إِلَى اللَّهِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَرْصُوصٌ: مُلْصَقٌ بَعْضُهُ إلى بَعْضٍ. وَقَالَ يَحْيَى: بِالرَّصَاصِ.

١ - بَاب ﴿يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾

٤٨٩٦ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ