الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا كَذَلِكَ. وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: بُسُوقُهَا: طُولُهَا فِي قَامَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: يَعْنِي طُولَهَا.
قَوْلُهُ: ﴿أَفَعَيِينَا﴾ أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا) سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ.
قَوْلُهُ: ﴿رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ رَصَدٌ) وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا كَذَلِكَ. وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يَكْتُبُ كُلَّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ. وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ﴾ أَيْ: مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كُتِبَ عَلَيْهِ. وَكَانَ عِكْرِمَةُ يَقُولُ: إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
قَوْلُهُ: ﴿سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ الْمَلَكَانِ كَاتِبٌ وَشَهِيدٌ) وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ كَذَلِكَ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَائِقٌ يَسُوقُهَا وَشَهِيدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِعَمَلِهَا. وَرَوَى نَحْوَهُ بِإِسْنَادٍ مَوْصُولٍ عَنْ عُثْمَانَ.
قَوْلُهُ: ﴿وَقَالَ قَرِينُهُ﴾ الشَّيْطَانُ الَّذِي قُيِّضَ لَهُ) وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا؛ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ قَتَادَةَ نَحْوَهُ.
قَوْلُهُ: ﴿فَنَقَّبُوا﴾ ضَرَبُوا) وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا، وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ ﴿فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ﴾ قَالَ: أَثَّرُوا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ ﴿فَنَقَّبُوا﴾: طَافُوا وَتَبَاعَدُوا، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
وَقَدْ نَقَّبْتُ فِي الْآفَاقِ حَتَّى … رَضِيتُ مِنَ الْغَنِيمَةِ بِالْإِيَابِ
قَوْلُهُ: ﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ﴾ لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِغَيْرِهِ) وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا. وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَلْقَى السَّمْعَ أَيِ اسْتَمَعَ لِلْقُرْآنِ، وَهُوَ شَهِيدٌ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنَّهُ يَجِدُ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا ﷺ مَكْتُوبًا، قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ الْحَسَنُ: هُوَ مُنَافِقٌ اسْتَمَعَ وَلَمْ يَنْتَفِعْ.
قَوْلُهُ: (حِينَ أَنْشَأَكُمْ وَأَنْشَأَ خَلْقَكُمْ) سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ، وَهُوَ بَقِيَّةُ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ أَفَعَيِينَا، وَحَقُّهُ أَنْ يُكْتَبَ عِنْدَهَا.
قَوْلُهُ: ﴿وَشَهِيدٌ﴾ شَاهِدٌ بِالْغَيْبِ) فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِالْقَلْبِ، وَوَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ الْأَكْثَرِ.
قَوْلُهُ: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ مِنْ نَصَبٍ - وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ كَذَلِكَ، وَتَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ أَيْضًا. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ: قَالَتِ الْيَهُودُ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، وَفَرَغَ مِنَ الْخَلْقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاسْتَرَاحَ يَوْمَ السَّبْتِ، فَأَكْذَبَهُمُ اللَّهُ فَقَالَ: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾.
قَوْلُهُ: (وَقَالَ غَيْرُهُمْ: ﴿نَضِيدٌ﴾ الْكُفُرَّى مَا دَامَ فِي أَكْمَامِهِ، وَمَعْنَاهُ مَنْضُودٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ أَكْمَامِهِ فَلَيْسَ بِنَضِيدٍ) هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِمَعْنَاهُ.
قَوْلُهُ: ﴿وَإِدْبَارَ النُّجُومِ﴾ وَأَدْبَارِ السُّجُودِ (كَانَ عَاصِمٌ يَفْتَحُ الَّتِي فِي ق وَيَكْسِرُ الَّتِي فِي الطُّورِ، وَيُكْسَرَانِ جَمِيعًا وَيُنْصَبَانِ) هُوَ كَمَا قَالَ، وَوَافَقَ عَاصِمًا، أَبُو عَمْرٍو، وَابْنُ عَامِرٍ، وَالْكِسَائِيُّ عَلَى الْفَتْحِ هُنَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ هُنَا، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِالْفَتْحِ فِي الطُّورِ وَقَرَأَهَا بِالْكَسْرِ عَاصِمٌ عَلَى مَا نَقَلَ الْمُصَنِّفُ؛ وَنَقَلَهَا غَيْرُهُ فِي الشَّوَاذِّ، فَالْفَتْحُ جَمْعُ دُبُرٍ وَالْكَسْرُ مَصْدَرُ أَدْبَرَ يُدْبِرُ إِدْبَارًا، وَرَجَّحَ الطَّبَرِيُّ الْفَتْحَ فِيهِمَا.
قَوْلُهُ: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿يَوْمُ الْخُرُوجِ﴾ يَوْمَ يَخْرُجُونَ إِلَى الْبَعْثِ مِنَ الْقُبُورِ) وَصَلَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِلَفْظِهِ، وَتَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ نَحْوُهُ.
١ - بَاب ﴿وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾
٤٨٤٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ ﵁، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: يُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ: ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ
[الحديث ٤٨٤٨ - طرفاه في: ٦٦٦١، ١٣٨٤]