للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ، وَقَدْ سَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قِصَّةَ وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ فِي ذَلِكَ مُطَوَّلَةً بِانْقِطَاعٍ، وَأَخْرَجَهَا ابْنُ مَنْدَهْ فِي تَرْجَمَةِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ فِي الْمَعْرِفَةِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى مَوْصُولَةٍ.

٥٠ - سُورَةُ ق

﴿رَجْعٌ بَعِيدٌ﴾ رَدٌّ. ﴿فُرُوجٍ﴾ فُتُوقٍ. وَاحِدُهَا فَرْجٌ. ﴿مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ وَرِيدَاهُ فِي حَلْقِهِ. وَالْحَبْلُ: حَبْلُ الْعَاتِقِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ﴿مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ﴾ مِنْ عِظَامِهِمْ. ﴿تَبْصِرَةً﴾ بَصِيرَةً. ﴿وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾ الْحِنْطَةُ. ﴿بَاسِقَاتٍ﴾ الطِّوَالُ. ﴿أَفَعَيِينَا﴾ أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا. ﴿وَقَالَ قَرِينُهُ﴾ الشَّيْطَانُ الَّذِي قُيِّضَ لَهُ. ﴿فَنَقَّبُوا﴾ ضَرَبُوا. ﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ﴾ لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِغَيْرِهِ. حِينَ أَنْشَأَكُمْ وَأَنْشَأَ خَلْقَكُمْ. ﴿رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ رَصَدٌ. ﴿سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ الْمَلَكَانِ. كَاتِبٌ وَشَهِيدٌ: ﴿وَشَهِيدٌ﴾ شَاهِدٌ بِالْغَيْبِ. ﴿لُغُوبٍ﴾ النَّصَبُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: ﴿نَضِيدٌ﴾ الْكُفُرَّى مَا دَامَ فِي أَكْمَامِهِ. وَمَعْنَاهُ: مَنْضُودٌ، بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ أَكْمَامِهِ فَلَيْسَ بِنَضِيدٍ. في أدْبَارِ النُّجُومِ، وَأَدْبَارِ السُّجُودِ: كَانَ عَاصِمٌ يَفْتَحُ الَّتِي فِي ق، وَيَكْسِرُ الَّتِي فِي الطُّورِ، وَيُكْسَرَانِ جَمِيعًا وَيُنْصَبَانِ. وَق الَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمَ الْخُرُوجِ: يَوْمَ يَخْرُجُونَ إِلَى الْبَعْثِ مِنْ الْقُبُورِ.

قَوْلُهُ: (سُورَةُ ق. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ، وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ: ق اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ. وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: جَبَلٌ مُحِيطٌ بِالْأَرْضِ، وَقِيلَ: هِيَ الْقَافُ مِنْ قَوْلِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ، دَلَّتْ عَلَى بَقِيَّةِ الْكَلِمَةِ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

قُلْتُ لَهَا قِفِي لَنَا قَالَتْ قَافُ

قَوْلُهُ: ﴿رَجْعٌ بَعِيدٌ﴾ رَدٌّ) هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِلَفْظِهِ، وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَنْكَرُوا الْبَعْثَ فَقَالُوا: مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُرْجِعَنَا وَيُحْيِينَا.

قَوْلُهُ: ﴿فُرُوجٍ﴾ فُتُوقٌ وَاحِدُهَا فَرْجٌ) أَيْ بِسُكُونِ الرَّاءِ، هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِلَفْظِهِ، وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ: الْفَرْجُ الشَّقُّ.

قَوْلُهُ: ﴿مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ وَرِيدَاهُ فِي حَلْقِهِ، وَالْحَبْلُ حَبْلُ الْعَاتِقِ) سَقَطَ هَذَا لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِلَفْظِهِ. وَزَادَ: فَأَضَافَهُ إِلَى الْوَرِيدِ كَمَا يُضَافُ الْحَبْلُ إِلَى الْعَاتِقِ. وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ قَالَ: مِنْ عِرْقِ الْعُنُقِ.

قَوْلُهُ: (وَقَالَ: مُجَاهِدٌ: ﴿مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ﴾ مِنْ عِظَامِهِمْ) وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ بِهَذَا، وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا تَأْكُلُ الْأَرْضُ: مِنْ لُحُومِهِمْ وَعِظَامِهِمْ وَأَشْعَارِهِمْ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: يَعْنِي الْمَوْتَى تَأْكُلُهُمُ الْأَرْضُ إِذَا مَاتُوا. وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَيْ مِنْ أَبْدَانِهِمْ.

(تَنْبِيهٌ): زَعَمَ ابْنُ التِّينِ أَنَّهُ وَقَعَ فِي الْبُخَارِيِّ بِلَفْظِ مِنْ أَعْظَامِهِمْ ثُمَّ اسْتَشْكَلَهُ وَقَالَ: الصَّوَابُ مِنْ عِظَامِهِمْ. وَفَعْلٌ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفْعَالٍ إِلَّا نَادِرًا.

قَوْلُهُ: ﴿تَبْصِرَةً﴾ بَصِيرَةً) وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ هَكَذَا، وَقَالَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ ﴿تَبْصِرَةً﴾، قَالَ: نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ ﷿.

قَوْلُهُ: ﴿وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾ الْحِنْطَةَ) وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا عَنْهُ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: هُوَ الْبُرُّ وَالشَّعِيرُ.

قَوْلُهُ: ﴿بَاسِقَاتٍ﴾ الطِّوَالُ) وَصَلَهُ