للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هُوَ ظَاهِرٌ مِنْ سِيَاقِهِ، أَوِ الْمُرَادُ بِمَنْ فَضَّلَ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ فِي الشَّبَهِ مَنْ عَدَا الْحَسَنَ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كُلٌّ مِنْهُمَا كَانَ أَشَدَّ شَبَهًا بِهِ فِي بَعْضِ أَعْضَائِهِ؛ فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الْحَسَنُ أَشْبَهَ رَسُولَ اللَّهِ مَا بَيْنَ الرَّأْسِ إِلَى الصَّدْرِ، وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهَ النَّبِيَّ مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ. وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ هَذِهِ: وَكَانَ أَشْبَهَهُمْ وَجْهًا بِالنَّبِيِّ وَهُوَ يُؤَيِّدُ حَدِيثَ عَلِيٍّ هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَالَّذِينَ كَانُوا يُشَبَّهُونَ بِالنَّبِيِّ غَيْرَ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ:، جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَقُثَمُ - بِالْقَافِ - ابْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَمُسْلِمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمِنْ غَيْرِ بَنِي هَاشِمٍ: السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ الْمُطَّلِبِيُّ الْجَدُّ الْأَعْلَى لِلْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ الْعَبْشَمِيُّ، وَكَابِسُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيٍّ، فَهَؤُلَاءِ عَشَرَةٌ نَظَمَ مِنْهُمْ أَبُو الْفَتْحِ بْنُ سَيِّدِ النَّاسِ خَمْسَةً، أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِي عَنْهُ:

بِخَمْسَةٍ أَشْبَهُوا الْمُخْتَارَ مِنْ مُضَرَ … يَا حُسْنَ مَا خَوَّلُوا مِنْ شَبَهِهِ الْحَسَنِ

بِجَعْفَرٍ وَابْنِ عَمِّ الْمُصْطَفَى قُثَمٍ … وَسَائِبٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ، وَالْحَسَنِ

وَزَادَهُمْ شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ اثْنَيْنِ، وَهُمَا الْحُسَيْنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ، وَنَظَمَ ذَلِكَ فِي بَيْتَيْنِ وَأَنْشَدَنَاهُمَا وَهُمَا:

وَسَبْعَةٌ شُبِّهُوا بِالْمُصْطَفَى فَسمَا … لَهُمْ بِذَلِكَ قَدْرٌ قَدْ زَكَا وَنَمَا

سِبْطَا النَّبِيِّ أَبُو سُفْيَانَ، سَائِبُهُمْ … وَجَعْفَرٌ وَابْنُهُ ذُو الْجُودِ مَعْ قُثَمَا

وَزَادَ فِيهِمْ بَعْضُ أَصْحَابِنَا ثَامِنًا وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَنَظَمَ ذَلِكَ فِي بَيْتَيْنِ أَيْضًا، وَقَدْ زِدْتُ فِيهِمَا مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلٍ، وَكَابِسَ بْنَ رَبِيعَةَ فَصَارُوا عَشَرَةً، وَنَظَمْتُ ذَلِكَ فِي بَيْتَيْنِ وَهُمَا:

شَبَهُ النَّبِيِّ لِعَشْرٍ سَائِبٍ وَأَبِي … سُفْيَانَ وَالْحَسَنَيْنِ الطَّاهِرَيْنِ هُمَا

وَجَعْفَرٍ وَابْنِهِ ثُمَّ ابْنِ عَامِرِهِمْ … وَمُسْلِمٍ، كَابِسٍ يَتْلُوهُ مَعْ قُثَمَا وَقَدْ وَجَدْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ كَانَتْ تُشْبِهُهُ، فَيُمْكِنُ أَنْ يُغَيَّرَ مِنَ الْبَيْتِ الْأَوَّلِ قَوْلُهُ: لِعَشْرٍ فَيُجْعَلَ لِيَاءٍ وَهُوَ بِالْحِسَابِ أَحَدَ عَشَرَ، وَيُغَيَّرَ الطَّاهِرَيْنِ هُمَا فَيُجْعَلَ ثُمَّ أُمِّهِمَا. ثُمَّ وَجَدْتُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَلَدَهُ كَانَ يُشْبِهُهُ فَيُغَيَّرُ قَوْلُهُ: لِيَاءٍ فَيُجْعَلُ لِيَبٍّ وَبَدَلَ الطَّاهِرَيْنِ هُمَا الْخَالِ أُمَّهِمَا، ثُمَّ وَجَدْتُ فِي قِصَّةِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ وَلَدَيْهِ عَبْدَ اللَّهِ، وَعَوْفًا كَانَا يُشْبِهَانِهِ فَيُجْعَلُ أَوَّلُ الْبَيْتِ: شَبَهُ النَّبِيِّ لِيَجِّ وَالْبَيْتُ الثَّانِي وَجَعْفَرٌ وَلَدَاهُ وَابْنُ عَامِرِهِمْ إِلَخْ، وَوَجَدْتُ مِنْ نَظْمِ الْإِمَامِ أَبِي الْوَلِيدِ بْنِ الشِّحْنَةِ قَاضِي حَلَبَ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ:

وَخَمْسَ عَشَرٍ لَهُمْ بِالْمُصْطَفَى شَبَهٌ … سِبْطَاهُ وَابْنَا عَقِيلٍ، سَائِبٌ، قُثَمُ

وَجَعْفَرٌ وَابْنُهُ عَبْدَانِ مُسْلِمُ أَبُو … سُفْيَانَ كَابِسٌ عُثْمَ ابْنُ النِّجَادِ هُمُ

فَزَادَ ابْنَ عَقِيلٍ الثَّانِيَ وَعُثْمَانَ، وَابْنَ النِّجَادِ، وَأَخَلَّ ممَنْ ذَكَرْتُهُ بِابْنِ جَعْفَرٍ الثَّانِي، وَأَرَادَ هُوَ بِقَوْلِهِ: عَبْدَانِ تَثْنِيَةَ عَبْدٍ وَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَلَوْ كَانَ أَرَادَ اسْمًا مُفْرَدًا لَمْ يَتِمَّ لَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ. وَقَدْ تُعُقِّبَ قَوْلُهُ: