عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ - قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ.
[الحديث ٣٩٩٢ - طرفه في: ٣٩٩٤]
٣٩٩٣ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، وَكَانَ رِفَاعَةُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَكَانَ رَافِعٌ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ، فَكَانَ يَقُولُ لِابْنِهِ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي شَهِدْتُ بَدْرًا بِالْعَقَبَةِ. قَالَ: سَأَلَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ ﷺ. . . بِهَذَا.
٣٩٩٤ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ رِفَاعَةَ: أَنَّ مَلَكًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ. وَعَنْ يَحْيَى أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهَادِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ يَوْمَ حَدَّثَهُ مُعَاذٌ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ يَزِيدُ: فَقَالَ مُعَاذٌ: إِنَّ السَّائِلَ هُوَ جِبْرِيلُ ﵇.
٣٩٩٥ - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ "أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ"
[الحديث ٣٩٩٥ - طرفه في: ٤٠٤١]
قَوْلُهُ: (بَابُ شُهُودِ الْمَلَائِكَةِ بَدْرًا) تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي ذَلِكَ قَبْلَ بَابَيْنِ، وَأَخْرَجَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ فِي زِيَادَاتِ الْمَغَازِي وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَوْمَ بَدْرٍ يَعْرِفُونَ قَتْلَى الْمَلَائِكَةِ مِنْ قَتْلَى النَّاسِ بِضَرْبِ فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَعَلَى الْبَنَانِ مِثْلَ وَسْمِ النَّارِ وَفِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ قَبْلَ هَزِيمَةِ الْقَوْمِ بِبَدْرٍ مِثْلَ النِّجَادِ الْأَسْوَدِ أَقْبَلَ مِنَ السَّمَاءِ كَالنَّمْلِ فَلَمْ أَشُكَّ أَنَّهَا الْمَلَائِكَةُ، فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا هَزِيمَةُ الْقَوْمِ وَعِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ بَيْنَمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مُشْرِكٍ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتَ الْفَارِسِ - الْحَدِيثَ وَفِيهِ - فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ذَلِكَ مَدَدٌ مِنَ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ.
قَوْلُهُ: (يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ) هُوَ الْأَنْصَارِيُّ.
قَوْلُهُ: (عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ) أَوْرَدَهُ عَنْهُ مِنْ ثَلَاثَةِ طُرُقٍ، فَفِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ، مُعَاذٌ عَنْ أَبِيهِ وَهَذِهِ مَوْصُولَةٌ، وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادٍ وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ وَكَانَ رِفَاعَةُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ إِلَخْ. وَهَذَا صُورَتُهُ مُرْسَلٌ وَلَكِنْ عِنْدَ التَّأَمُّلِ يَظْهَرُ أَنَّ فِيهِ رِوَايَةً لِمُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَرِوَايَةُ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ هَارُونَ وَهِيَ الثَّالِثَةُ قَالَ فِيهَا مُعَاذٌ: إِنَّ مَلَكًا سَأَلَهُ وَهَذَا ظَاهِرُهُ الْإِرْسَالُ، لَكِنْ أَفَادَ التَّصْرِيحَ بِسَمَاعِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ لِلْحَدِيثِ مِنْ مُعَاذٍ، وَلِهَذَا قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ: هَذَا الْحَدِيثُ وَصَلَهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَتَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ فَأَرْسَلَهُ عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَقَوْلُهُ فِي آخِرِهِ: وَعَنْ يَحْيَى أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهَادِ حَدَّثَهُ يُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ تَسْمِيَةَ الْمَلَكَ السَّائِلَ جِبْرِيلَ إِنَّمَا تَلَقَّاهَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ مِنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُعَاذٍ، فَيَقْتَضِي ذَلِكَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ الْجَزْمَ بِتَسْمِيَتِهِ فِي رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إِدْرَاجًا.
قَوْلُهُ: (بَدْرًا بِالْعَقَبَةِ) أَيْ بَدَلَ الْعَقَبَةِ، يُرِيدُ أَنَّ شُهُودَ الْعَقَبَةِ عِنْدَهُ أَفْضَلُ مِنْ شُهُودِ بَدْرٍ، وَقَوْلُهُ فِي آخِرِ رِوَايَةِ حَمَّادٍ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute