للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَوْلُهُ: (يُسْمَرُ عِنْدَهُ) أَيْ يَتَحَدَّثُونَ لَيْلًا، وَفِي رِوَايَةِ يُوسُفَ: فَتَعَشَّوْا عِنْدَ أَبِي رَافِعٍ وَتَحَدَّثُوا حَتَّى ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ.

قَوْلُهُ: (فِي عَلَالِيٍّ لَهُ) بِالْمُهْمَلَةِ جَمْعُ عَلِّيَّةٍ بِتَشْدِيدِ التَّحْتَانِيَّةِ وَهِيَ الْغُرْفَةُ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ: وَكَانَ فِي عَلِيَّةٍ لَهُ إِلَيْهَا عَجَلَةٌ، وَالْعَجَلَةُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالْجِيمِ السُّلَّمُ مِنَ الْخَشَبِ، وَقَيَّدَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ بِخَشَبِ النَّخْلِ.

قَوْلُهُ: (فَجَعَلْتُ كُلَّمَا فَتَحْتُ بَابًا أَغْلَقْتُ عَلَيَّ مِنْ دَاخِلٍ) فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ عِنْدَ الْحَاكِمِ فَلَمْ يَدَعُوا بَابًا إِلَّا أَغْلَقُوهُ.

قَوْلُهُ: (نَذِرُوا بِي) بِكَسْرِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ عَلِمُوا، وأَصْلُهُ مِنَ الْإِنْذَارِ وَهُوَ الْإِعْلَامُ بِالشَّيْءِ الَّذِي يُحْذَرُ مِنْهُ، وَذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ كَانَ يَرْطُنُ بِالْيَهُودِيَّةِ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةُ أَبِي رَافِعٍ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِئْتُ أَبَا رَافِعٍ بِهَدِيَّةٍ. فَفَتَحَتْ لَهُ. وَفِي رِوَايَةِ يُوسُفَ: فَلَمَّا هَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ أَيْ سَكَنَتْ، وَعِنْدَهُ: ثُمَّ عَمَدْتُ إِلَى أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ، فَأَغْلَقْتُهَا عَلَيْهِمْ مِنْ ظَاهِرٍ. ثُمَّ صَعِدْتُ إِلَى أَبِي رَافِعٍ فِي مسُلَّمٍ.

قَوْلُهُ: (فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ)، أَيْ: قَصَدْتُ نَحْوَ صَاحِبِ الصَّوْتِ، وَفِي رِوَايَةِ يُوسُفَ: فَعَمَدْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ.

قَوْلُهُ: (وَأَنَا دَهِشٌ) بِكَسْرِ الْهَاءِ بَعْدَهَا مُعْجَمَةٌ.

قَوْلُهُ: (فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا)، أَيْ: لَمْ أَقْتُلْهُ.

قَوْلُه: (فَقُلْتُ: مَا هَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ) فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: يَا أَبَا رَافِعٍ هَذَا صَوْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ. فَقَالَ: ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ، وَأَيْنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ.

قَوْلُهُ: (هَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ) بِهَمْزَةٍ أَيْ سَكَنَتْ، وَزَعَمَ ابْنُ التِّينِ أَنَّهُ وَقَعَ عِنْدَهُ: هَدَتْ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَأَنَّ الصَّوَابَ بِالْهَمْزِ.

قَوْلُهُ: (فَأَضْرِبُهُ) ذَكَرَهُ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ مُبَالَغَةً لِاسْتِحْضَارِ صُورَةِ الْحَالِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ قَدْ مَضَى.

قَوْلُهُ: (فَلَمْ يُغْنِ)، أَيْ: لَمْ يَنْفَعْ.

قَوْلُهُ: (ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ)، فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ: ثُمَّ جِئْتُ كَأَنِّي أُغِيثُهُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ؟ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي.

قَوْلُهُ: (لِأُمِّكَ الْوَيْلُ) فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ: زَادَ وَقَالَ: أَلَا أَعْجَلْتُكَ، وَزَادَ فِي رِوَايَةٍ: قَالَ: فَعَمَدْتُ لَهُ أَيْضًا فَأَضْرِبُهُ أُخْرَى، فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا فَصَاحَ وَقَامَ أَهْلُهُ. ثُمَّ جِئْتُ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي كَهَيْئَةِ الْمُسْتَغِيثِ، فَإِذَا هُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَى ظَهْرِهِ. وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ: فَصَاحَتِ امْرَأَتُهُ فَنَوَّهَتْ بِنَا، فَجَعَلْنَا نَرْفَعُ السَّيْفَ عَلَيْهَا، ثُمَّ نَذْكُرُ نَهْيَ رَسُولِ اللَّهِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ، فَنَكُفُّ عَنْهَا.

قَوْلُهُ: (ضَبِيبَ السَّيْفِ) بِضَادٍ مُعْجَمَةٍ مَفْتُوحَةٍ وَمُوَحَّدَتَيْنِ وَزْنَ رَغِيفٍ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا يُرْوَى، وَمَا أَرَاهُ مَحْفُوظًا وَإِنَّمَا هُوَ ظُبَّةُ السَّيْفِ، وَهُوَ حَرْفُ حد السَّيْفِ، وَيُجْمَعُ عَلَى ظُبَّاتٍ، قَالَ: وَالضَّبِيبُ لَا مَعْنَى لَهُ هُنَا؛ لِأَنَّهُ سَيَلَانُ الدَّمِ مِنَ الْفَمِ، قَالَ عِيَاضٌ: هُوَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، وَكَذَا ذَكَرَهُ الْحَرْبِيُّ وَقَالَ: أَظُنُّهُ طَرَفَهُ. وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ طَرَفُ السَّيْفِ، وَفِي رِوَايَةِ يُوسُفَ: فَأَضَعُ السَّيْفَ فِي بَطْنِهِ ثُمَّ أَتَّكِئُ عَلَيْهِ حَتَّى سَمِعْتُ صَوْتَ الْعَظْمِ.

قَوْلُهُ: (فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، أَيْ: أَظُنُّ، وَذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي رِوَايَتِهِ أَنَّهُ كَانَ سَيِّئَ الْبَصَرِ.

قَوْلُهُ: (فَانْكَسَرَتْ سَاقِي فَعَصَبْتُهَا). فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ: ثُمَّ خَرَجْتُ دَهِشًا حَتَّى أَتَيْتُ السُّلَّمَ أُرِيدُ أَنْ أَنْزِلَ فَسَقَطْتُ مِنْهُ، فَانْخَلَعَتْ رِجْلِي فَعَصَبْتُهَا، وَيُجْمَعُ بَيْنَهُمَا بِأَنَّهَا اخَلَعَتْ مِنَ الْمِفْصَلِ وَانْكَسَرَتِ السَّاقُ، وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ: هَذَا اخْتِلَافٌ، وَقَدْ يُتَجَوَّزُ فِي التَّعْبِيرِ بِأَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ؛ لِأَنَّ الْخَلْعَ هُوَ زَوَالُ الْمِفْصَلِ مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ، أَيْ بِخِلَافِ الْكَسْرِ. قُلْتُ: وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا بِالْحَمْلِ عَلَى وُقُوعِهِمَا مَعًا أَوْلَى، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ: فَوَثَبَتْ يَدُهُ وَهُوَ وَهَمٌ وَالصَّوَابُ رِجْلُهُ، وَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَوَقَعَ جَمِيعُ ذَلِكَ، وَزَادَ أَنَّهُمْ كَمَنُوا فِي نَهَرٍ، وَأَنَّ قَوْمَهُ أَوْقَدُوا النِّيرَانَ وَذَهَبُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ يَطْلُبُونَ حَتَّى أَيِسُوا رَجَعُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْضِي.

قَوْلُهُ: (قَامَ النَّاعِي) فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ: صَعِدَ النَّاعِيَةُ.

قَوْلُهُ: (أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ)، كَذَا ثَبَتَ فِي الرِّوَايَاتِ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، قَالَ ابْنُ التِّينِ: هِيَ لُغَةٌ وَالْمَعْرُوفُ انْعُوا، وَالنَّعْيُ خَبَرُ الْمَوْتِ وَالِاسْمُ النَّاعِي. وَذَكَرَ الْأَصْمَعِيُّ أَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الْكَبِيرُ رَكِبَ رَاكِبٌ فَرَسًا وَسَارَ فَقَالَ: نَعْيُ فُلَانٍ.

قَوْلُهُ: (فَقُلْتُ: النَّجَاءَ) بِالنَّصْبِ