لك الهناء بفضل منك يشملنا … معنى وحساً بموجود ومعدوم
كم للبخاري من شرح وليس كما … قد جاء شرحك في فضل وتتميم
شروحه الذهب الإبريز ما حكيت … بمثل ذا الختم في جمع وتكريم
وشرحك الرائج المصري بهجتها … وهل يوازن إبريز بمختوم
وفي هذا الثاني العاني بما اشتمل عليه من المعاني:
أقاضي قضاة الدين حقاً بليغهم … ومن هو في أوج المعاني كلامه
شروح البخاري مذ سقينا رحيقها … أتى شرحها الوافي ومسك ختامه
هل بينهما تواخي أم لأحدهما عن الآخر تراخي، وهل صاحب هذه البيوت في قصور أم حام حول حمى من عليه الحسن مقصور؟ وهل له في مجازي الأدب أدنى ينبوع وما يحكم به الذوق السليم المطبوع، فإن تفضلتم الآن بجواب فغير بدع أنه يوم الإجابة، وإن عدلتم بالاسترواح إلى غد فذاك عين الإصابة، ورأيكم العالي أعلى، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فكتب المؤلف ما نصه أسأل الله حسن الخاتمة، ذقت حلاوة هذا الممالحة، وشرحت صدري بلطافة هذه المطارحة، وتبين أن ناظمهما واحد حساً ومعنى، بل أوحد في حسن التلطف وزيادة الحسنى وهنا يتجاذبان الجودة من هنا وهنا: كالفرقدين إذا تأمل ناظر إلى آخر ما قال.
وكتب الشيخ زيد الدين عبد الرحمن ابن قاضي شمس الدين الديري الحنفي بعد أن رأى الرقعة المذكورة في المجلس ما نصه:
أيا سيداً حاز العلوم بأسرها … وأبدع في شرح البخاري نظامه
لئن راج إبريز البيوت بختمها … فقال غداً حقاً ومسكاً ختامه
وأنشد لصاحبنا الشيخ الفاضل شهاب الدين احمد بن أبي السعود المنوفي بالمجلس المذكور:
تمنعت بدموع الصب في حجب … فانظر لشمس في حلة السحب
حلت بقلبي المعنى وهي جنته … يا من يرى جنة الرضوان في لهب
أشكو سهادي ودمعي وهي لاهية … فالثغر يضحك والأصداغ في لعب
يا من رنت وانثنت طوع الصبا هيفاً … تفديك روح قتيل القضب والقضب
الله في مهجة لولاك ما رهبت … سود الجفون وحد السيف لم تهب
فيا رعى الله أعطافاً بنا فتكت … وهن من نسمات الروض في رهب
والله يعفو عن الألحاظ كم قتلت … بسحرها من كليم القلب مكتئب
فمن يبلغ ذات الحسن أن دمي … حل لها ولقتلي فيه واطربي
يا رب لا تجز عينيها بما فعلت … في مهجتي من فظيع الفتك والعطب
واحفظ على حسنها خداً أضاع دمي … وراح يومي بكف غير مختضب