فمن لي ومثوى حبه بين أضلعي … يهيمني والعين تشتاق من تهوى
ترنحني ورق الدياجي بشجوها … تذكرني عهداً وتشفعني شجوا
تهيج أشواقي بفيضي لعبرتي … أموت وأحيا لا قرار ولا مثوى
سقام بجسمي قد براه نحوله … تراه على فرط المحبة لا يقوى
أيقوى على جمر الغضى قلب عاشق … يقل كما العصفور بين يدي شوا
تملكني رقا وألبسني ضنى … شكوت له وجدي فلم يضع للشكوى
فيا مالكاً رقي وقلبي ومهجتي … تعطف وجد فضلاً على قلب من يهوى
وجودك لي راح وجودك راحة … وقربك أنس والبعاد هو البلوى
أصور معنى حسنه فيلذ لي … تعلل قلبي بالخيال وبالنجوى
وتالله لا يشفي الخيال لعاشق … ولم يغنه طب الدواء عن الأدوا
لأني ظمآن على البحر وارد … ألا اعجب لظمآن ببحر ولا يروى
يعفني العذال عنك لأرعوي … وبغية قلبي أنت لامى لا علوى
لأنك فرد حافظ العصر جامع … معاني أولي العرفان بالفهم والفحوى
أبو الفضل بل قاضي القضاة وخيرهم … ترى السنة الغراء من حفظه تروى
أماليه تأني عسجداً وجواهراً … علت وغلت خذها بإسناده الأقوى
يرى درجات الخلد فيها مع الرضا … فيسري برضوان يبلغنا عفوا
أيا شيخ إسلام عليه مهابة … ومجد له يعلو على الغاية القصوى
تصانيفه لا حصر في ذكر عدها … ففي كل فن في العلوم له الجدوى
فكم سهرت عيناه والناس نوم … وكم كتبت يمناه من خبر يروى
وكم من شروح للبخاري عدة … طواها بفتح البارئ اعجب لما يطوى
كساه جمالاً من عذوبة لفظه … ففازت به الدنيا وسلمت الدعوى
وتوجه الأسماء من كل مبهم … خفي على النقاد يا ويح من سوى
شهاباً على أفق السماء بدوره … تبارك من أنشا وسبحان من سوى
وأبدع خلقاً ذاك للوزن لا يفي … وهذا صحيح الوزن ليس به أقوى
ولا غرو أن الشافعي إمامنا … يباهي بك الأصحاب بالنقل والفتوى
إذا فاح نشر المسك كنت ختامه … فكم حكم أظهرت فاحت لها الشذوى
لأصحابك الطلاب فضلاً أنلته بلا … منة فالله يصحبك التقوى
ويبقى لك البدر المنير ونسله … ويوسف حسن سالمين من الأسوا
ويحفظ إخواني وأهل مودتي … مشايخ علم من برؤيتهم أروى