لله حبر أبي ماجد شهم … علي أصل على الحالين خير أب
يغنيك عن طلب الأسفار مقوله … والسيف أصدق أنباء من الكتب
وإن رقى شرف الإملاء تحسبه … مع التواضع بحراً سح من حبب
وكم له من تصانيف حلت وعلت … كالنجم يكثر من قطر الحيا السرب
يا من يقول لقيت الناس في رجل … دع من أردت ويمم نعته تصب
ذو همة في الندى والعلم إن رفلت … في برده سبحت ذيلاً على السحب
وسيف حلم بأيدي الصفح تجذبه … دقت لديه رقاب الحقد والغضب
ترنحت قضب الأقلام في يده … فأثمرت زهرات العلم والنشب
تنشي فتنسي شفاه الكاس باسمة … يا حسن جمع خلال الراح والقضب
من كل أسمر خمري الرضاب فما … يفوته حيث يحكي الكاس من سبب
وأعجب لمحبرة كم شيبت غسقاً … سهداً ومفرقها المسود لم يشب
نعم وأعجب من ذا دمع مرملة … بوجنة الطرس ألفت حسن منقلب
وأوقدت رملها في نهره وشدت … جل المؤلف بين الماء واللهب
وانظر إلى طود علم شامخ نسباً … يهتز جوداً وبالآمال منجذب
طلق المحيا إلى الدينار مبتذلاً … مجعد الوجه يبدي رنة الصخب
فيبذل التبر من مال ومن كلم … ما بين منسبك منه ومنسكب
عم البرية بالجدوى فما لخبا … أمواله غير أيدي الناس من طنب
فلو أريحت معاذ الله راحته … شكت لداعي الندى من وحشة التعب
فيها الدنانير عشاق العفاة فإن … تفقدوا الرفد ترأمهم على حدب
فضائل علمت شعري مدائحه … وأنجم الليل تهدي كل مرتقب
يا مهجة الفضل يا عين العلوم ويا … روح العلا وحياة المجد والحسب
عذراً فإنسان شعري جاء ذا عجل … ووسع قولي وضيق الوقت في حرب
وهذه بنت فكر حثها شغف … تجرجر الذيل من صحف على كتب
ويا ولي اليتامى قد خطبت لها … بكراً إن افتخرت للعرب تنتسب
نسيبها جاء في أبياته نسباً … يا عز ذاك اليتيم الشامخ النسب
تزفها الشهب في الأفلاك منشدة … يا أخت خير أخ يا بنت خير أب
مدت لعلياك باآت الروى خطاً … فقد طوت مهمة الأوراق عن كثب
ترنو بعين قوافيها التي نشطت … وزانها الكسر يا للخرد العرب
كأنها الراح في كاسات أسطرها … تحلو بتكرار حرف الباء في الحبب
لحسنها شخص الحساد فاستترت … عن عينهم برداء الحظ والأدب