فإن تعارض مع مدحي مديحهم … فيكم فهل ترتقي الحصباء للشهب
وإن تساوى كلانا في المقال فيا … بعد المسافة بين الصدق والكذب
أما وأوصافك المنظوم جوهرها … لولاك ما امتد لي في الشعر من سبب
بقيت يا سيد الدنيا صحيح علا … وعشيت يا بحر علم غير مضطرب
ولا برحت مدى الأيام تكسبها … حسن الختام وترقى أشرف الرتب
وقال الشيخ برهان الدين البقاعي، وأنشدت في المجلس أيضاً:
إن كنت لا تصبو لوصف عذاري … دع عنك تهيامي وخلع عذاري
إن الغرام له رجال دينهم … تلف النفوس على هوى الأقمار
خاضوا بحار العشق وقت هياجها … إذ موجها كالجحفل الجرار
فاستوسقوا درراً تجل نعوتها … صاروا بها في العاشقين دراري
لله أيام الوصال وطيبها … لو لم تكن ككواكب الأسحار
ليلات أرتشف الرحيق من الثغو … رفأنتشي من دون شرب عقار
وأدير في روض الوجوه محاجري … عجباً فتعييني عن الأنوار
بأبي الخدود نواضراً حسناتها … كنواظر الغزلان في الدينار
قصدت يكون المسك حسن ختامها … فتعلمت من ختم فتح الباري
شرح البخاري الذي في ضمنه … نظمت علوم الشرع مثل بحار
في كل طرس منه روض مزهر … وبكل سطر منه نهر جاري
وبه زوائد من فوائد جمة … وفرائد أعيت على النظار
شرح الحديث به فكم من مشكل … فيه انجلى للعين بالآثار
يأتي إلى طرق الحديث يضمها … إن العيان مصدق الأخبار
وتزاحمت أفديه في تحصيله … زمر الملوك فسل من السفار
من فيض أحمد نبعه وله منا … سبة به اشتهرت لدى الأفكار
إن قلت نهر فهو للحجر انتمى … ومن الحجارة منبع الأنهار
أو قلت بحر عسقلان أصله … فالناس عالة بحرها الزخار
كم قد رحلت وكم جمعت مصنفاً … فالدين قد أحييت بالأسفار
وسكنت في العليا تقى وفضائلاً … أنت الشهاب بك اهتداء الساري
رحلت إليك الطالبون ليقتدوا … وتتابعوا سبقاً من الأقطار
وتراكضوا خيل الشبيبة حين لم … تركس بوهن أو بوصف عذارى
فارقت في أرض البقاع عشائري … أطوى إليك فيافياً وصحاري