للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فإن تعارض مع مدحي مديحهم … فيكم فهل ترتقي الحصباء للشهب

وإن تساوى كلانا في المقال فيا … بعد المسافة بين الصدق والكذب

أما وأوصافك المنظوم جوهرها … لولاك ما امتد لي في الشعر من سبب

بقيت يا سيد الدنيا صحيح علا … وعشيت يا بحر علم غير مضطرب

ولا برحت مدى الأيام تكسبها … حسن الختام وترقى أشرف الرتب

وقال الشيخ برهان الدين البقاعي، وأنشدت في المجلس أيضاً:

إن كنت لا تصبو لوصف عذاري … دع عنك تهيامي وخلع عذاري

إن الغرام له رجال دينهم … تلف النفوس على هوى الأقمار

خاضوا بحار العشق وقت هياجها … إذ موجها كالجحفل الجرار

فاستوسقوا درراً تجل نعوتها … صاروا بها في العاشقين دراري

لله أيام الوصال وطيبها … لو لم تكن ككواكب الأسحار

ليلات أرتشف الرحيق من الثغو … رفأنتشي من دون شرب عقار

وأدير في روض الوجوه محاجري … عجباً فتعييني عن الأنوار

بأبي الخدود نواضراً حسناتها … كنواظر الغزلان في الدينار

قصدت يكون المسك حسن ختامها … فتعلمت من ختم فتح الباري

شرح البخاري الذي في ضمنه … نظمت علوم الشرع مثل بحار

في كل طرس منه روض مزهر … وبكل سطر منه نهر جاري

وبه زوائد من فوائد جمة … وفرائد أعيت على النظار

شرح الحديث به فكم من مشكل … فيه انجلى للعين بالآثار

يأتي إلى طرق الحديث يضمها … إن العيان مصدق الأخبار

وتزاحمت أفديه في تحصيله … زمر الملوك فسل من السفار

من فيض أحمد نبعه وله منا … سبة به اشتهرت لدى الأفكار

إن قلت نهر فهو للحجر انتمى … ومن الحجارة منبع الأنهار

أو قلت بحر عسقلان أصله … فالناس عالة بحرها الزخار

كم قد رحلت وكم جمعت مصنفاً … فالدين قد أحييت بالأسفار

وسكنت في العليا تقى وفضائلاً … أنت الشهاب بك اهتداء الساري

رحلت إليك الطالبون ليقتدوا … وتتابعوا سبقاً من الأقطار

وتراكضوا خيل الشبيبة حين لم … تركس بوهن أو بوصف عذارى

فارقت في أرض البقاع عشائري … أطوى إليك فيافياً وصحاري