فارقت منهم كل أروع ماجد … حامي الذمار بسيفه والجار
فمصنفاتك سهلت وتنزهت … من طاعن يرجو قذى أو عار
تربو على مائة ونصف أودعت … درراً تضيء والليل وقت سرار
وتضوع بالمسك الذكي لناشق … حسناً فيخجل أن يضوع الداري
ماذا أقول ولو أطلت مدائحي … وجعلت أهل الأرض من أنصاري
لم تبلغ المقصود من أوصافكم … كلا ولم تقرب من المعشار
فاسلم على كر الليالي واقياً … رتب العلا تهنأ بفتح الباري
وأنشد الشيخ شمس الدين الدجوي من لفظه لنفسه بالمجلس المذكور:
بحمد الله نبدأ مادحينا … حديث المصطفى والشارحينا
فإن المصطفى صلوا عليه … بطيب حديثه يتمسكونا
وأعلام النبوة خافقات … بها في الخافقين محدثونا
وشمس علومه منحتك نوراً … تبعت به سبيل المؤمنينا
به تسمو على درج المعالي … سيادتك الليالي والسنينا
أدره على المسامع فهو ينشي … قلوب الأولياء السامعينا
وحضرته الغنيمة فاغنموها … وعنها لا تكونوا غائبينا
به العلماء جلوا واستدلوا … على طرق الهدى مستبصرينا
بمعترك الدروس لنصر فقه … به فرسانه يستنجدونا
على الخصما سطوا بالرد منه … على غيظ الخلاف مؤيدينا
يذبون الليالي عن حماه … وفيه على اللآلي يسهرونا
تجافوا عن مضاجعهم وقاموا … إليه بما دروه يخدمونا
فمن أدب إذا تليت عليهم … أحاديث النبوة يسمعونا
وهم قوم تراهم في علو … على تحصيله يتنافسونا
وفي سربال فضلهم تساموا … على الأيام فخراً يرفلونا
علوا شرفاً وقدراً واتضاعاً … وأضحوا بالوقار متوجينا
سماعاً يا لبيب فهم رجال … بخدمته الشريفة يشرفونا
فهم في الحشر لا خوف عليهم … ولا هم في القيامة يحزنونا
وهم بالشكر أولى والتهاني … وهم لله أولى يحمدونا
فخذ في حفظه واصرف عليه … زمانك يا رفيق الصالحينا
فتقوى حجة وتجل قدراً … وتعظم في عيون الناظرينا
ويكفي مسلماً علم البخاري … يرد به اعتقاد الكافرينا