للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إذا ما جئته تلقاه بحراً … جواهره تفوق الحاصرينا

وفيه من العوالم فاتحات … على طلابه نوراً مبيناً

فكم فرض علمت به ونفل … وكم حكم أعز الحاكمينا

وذروة فقهه يرقون فيها … على حسب الأدلة ينظرونا

مصابيح الهدى انبثت عليه … فأصبح وهو كهف المهتدينا

فحصل ما قدرت عليه منه … يكون ذخيرة دنيا ودينا

وكيف لا وخادمه إمام … شهاب الدين قاضي المسلمينا

بفتح الباري اتضحت وبانت … مناهل علمه للواردينا

صحيح سد باب الطعن فيه … وفتح من مسائله العيونا

جلا صور المسائل فاستبانت … بألفاظ عرائس يمهرونا

فكم قول يقول به فلان … تراه عنده للقائلينا

وفيه الواضحات وغامضات … فلا يبعد به متفقهونا

وأحكام بسعدك قد أضاءت … شوارعها طريق السالكينا

سعدت بما ظفرت الدهر منه … فإن به كنوز الطالبينا

معانيه يحررها احترازاً … بميزان البيان لتستبينا

فأصبح روضة تسبيك علماً … وآثار رياض الصالحينا

وتصبح إن عرفت السر منه … كما قد قيل تاج العارفينا

وحسبك عالماً قطب الأماني … وحسبك قدوة للمقتدينا

تسائله الصحيح وعنه ينبي … فتلقى عنده الخبر اليقينا

فكم داع أتى وله سؤال … أجاب سؤاله في السائلينا

وعند لقيه تلقى مليئاً … مفيد المبتدئ والمنتهينا

يفهمك الذي قد تهت فيه … ببرهان الذين يرجعونا

وكم قطر بعيد منه جاؤا … إلى أسماعه متوجهينا

وكم شيء يكون عليك صعباً … فيجعله عليك أشد لينا

إذا السند اكتسى ثوب اضطراب … أتوا عن حاله يتنسمونا

وكم من سنة أنباك عنها … بإسناد علا في المسندينا

ومن أرمازوحي حيث يرمي … بها أحلامهم يتنبهونا

ومن يدري الحديث ومسنديه … ويمليه الكرام الكاتبينا

سما بسماعه سطح الثريا … إليه بوصله يتوصلونا

وكم صاد الشريد من المعاني … وذلله على من يألفونا

وكم مجد علا فيه مناراً … وله بالفاضلات يؤذنونا