وحسبك والمحابر حين تملي … ترى أقلامها في الساجدينا
ومهد في الحديث مصنفات … شريفات فنعم الماهدونا
علا سنداً ترى الأشياخ فيه … إلى عليائه يترجلونا
وما في العسقلاني من كلام … كفاه الله شر الحاسدينا
سوى حفظ فشا شرقاً وغرباً … وأعلى ذكره في الحافظينا
ومجلسه المهابة فيه يزهو … بأخبار الثقات المصلحينا
على ما لا سؤال لهم عليه … ينبئهم وعما يسألونا
وكم علامة يقرأ عليه … وأستاذ ومثل البارعينا
له في محضر الفصحا فنون … بتمليك البلاغة يشهدونا
بدوحة مدحه ثمرات نظم … بها أحبابه يتفكهونا
نشدت له القوافي بادرتني … بوافرها وفيما ينشدونا
نراك الشافعي تكون علماً … وأحمد في الرواية أن تكون
وتقصير امتداحي فيه يرجو … يزاحم في غمار المادحينا
ونختم بالصلاة على نبي … ختام الأنبيا والمرسلينا
وعترته الكرام وصاحبيه … وأرضاهم وأرضى التابعينا
إلى يوم يقوم الناس فيه … على ساق لرب العالمينا
وكتب الدجوي المذكور بعد ذلك حين فرق المؤلف على كتاب الشرح صرر فضة ومجامع حلوى ما نصه:
بفتح الباري انشرح البخاري … وأحمد ختمه بالفضل جامع
أدار دراهماً صرراً فأنشى … وحلوى فيه تأخذ بالمجامع
وأنشد الخطيب برهان الدين المليجي من لفظه لنفسه بحضرة مؤلفه بالمدرسة المنكوتمرية:
كم نعمة قاضي القضاة أنالها … ويقول إذ دنت الخطوب أنا لها
وهو الإمام وشيخ الإسلام الذي … لما تقاصرت العلوم أطالها
شرح البخاري آية وفي بها … فتح من الباري أطاب مقالها
وشهابها فضح الدراري جهرة … فينا وأخفى بدرها وهلالها
هو حافظ العصر الذي في مصره … أهل النهى ضربت به أمثالها
شهدت له أن لا سواه معلناً … إيضاحها ومبيناً إشكالها
وحلالها كلماته اللاتي هي الس … بب المبين حرامها وحلالها
وسعت إليه لاكتساب فضيلة … أفضي لها فتحققوا أفضالها
من رام يحصر فضل ما أوتيه من … غرر الهبات مفصلاً إجمالها