للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عفَّان عن سعيد بن مِيناء عن جابر وابن عباس أنهما قالا: ولد رسول الله عام الفيل، يوم الاثنين الثانىِ عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بُعث، وفيه عُرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات. وهذا هو المشهور عند الجمهور والله أعلم.

وقيل: لسبعَ عشرة خلَتْ منه كما نقله ابن دِحْية عن بعض الشيعة.

وقيل: لثمانٍ بَقِين منه، نقله ابنُ دحية من خط الوزير أبي رافع ابن الحافظ أبي محمد بن حزم، عن أبيه. والصحيح عن ابن حزم الأول أنه لثمان مضين منه كما نقله عنه الحميدي وهو أثبت.

والقول الثاني: أنه ولد في رمضان، نقله ابن عبد البر عن الزُّبير بن بكَّار، وهو قولٌ غريبٌ جدًا، وكان مستنده أنه أُوحي إليه في رمضان بلا خلاف، وذلك على رأس أربعين سنةً من عمره، فيكون مولدُه في رمضان، وهذا فيه نظر والله أعلم.

وقد روى خَيْثَمة بن سليمان الحافظ عن خلف بن محمد -كُرْدُوس الواسطي- عن المعلَّى بن عبد الرحمن، عن عبد الحميد بن جعفر، عن الزُّهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: ولد رسول الله يوم الاثنين في ربيع الأول، وأُنزلت عليه النبوَّة يوم الاثنين في أول شهر ربيع الأول، وأُنزلت عليه البقرة يوم الاثنين في ربيع الأول.

وهذا غريب جدًا، رواه ابن عساكر (١).

قال الزبير بن بكَّار: حملَتْ به أمُّه في أيام التشريق، في شِعْب أبي طالب، عند الجمْرة الوسطى، وولد بمكة بالدار المعروفة بمحمد بن يوسف -أخي الحجَّاج بن يوسف- لثنتي عَشْرَة خلت من شهر رمضان.

ورواه الحافظ ابن عساكر (٢) من طريق محمد بن عثمان بن عقبة بن مكرم، عن المسيّب بن شريك، عن شعيب بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: حُمل برسول الله في عاشوراء المحرَّم، وولد يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، سنة ثلاثٍ وعشرين من غزوة أصحاب الفيل.

وذكر غيره أنَّ الخَيْزُران -وهي أمُّ هارون الرشيد- لما حجَّتْ أمرت ببناء هذه الدار مسجدًا. فهو يعرف (٣) بها اليوم.

وذكر السُّهيلي (٤) أنَّ مولدَه ، كان في العشرين من نَيْسان، وهذا أعدل الأزمانِ


= ورمز فيها إلى ابن عساكر، ولم يرمز في أي منها إلى ابن أبي شيبة. وأورده المؤلف في (٣/ ١٠٩) وقال: فيه انقطاع.
(١) في تاريخه السيرة النبوية - القسم الأول (ص ٥٥) وتمامه: وهاجر إلى المدينة في ربيع الأول وتوفي يوم الاثنين في ربيع الأول.
(٢) في تاريخه السيرة النبوية - القسم الأول (ص ٥٤).
(٣) في ح: وتعرف بها اليوم.
(٤) قول السهيلي في الروض الأنف (١/ ١٨٤) بلفظ مختلف.