وسليمان بن طرخان التميمي - وقد ذكرناهُ في التي قبلَها -.
وعمرو بن عُبيد في قول.
وليث بن أبي سُليم على الصحيح،
ويحيى بن سعيد الأنصاري.
[ثم دخلت سنة أربع وأربعين ومئة]
فيها سار محمد بن أبي العباس السفاح عن أمرِ عمه المنصور إلى بلاد الدَّيلم، ومعه الجيوشُ من الكوفةِ والبصرةِ وواسط والموصل والجزيرة.
وفيها قدم محمد بن جعفر المنصور المهدي على أبيه من بلادِ خُراسان، ودخل بابنةِ عَمِّهِ رائطة بنتِ السفاح بالحِيرَة.
وفيها حَجَّ بالناس أبو جعفر المنصور، واستخلف على الحِيرة والعسكر خازمَ بن خُزيمة، وولَّى رباح بن عثمان الْمُرِّي المدينة، وعزَلَ عنها محمدَ بن خالد القَسْري، وتلقَّى الناسُ أبا جعفرٍ المنصور إلى أثناء طريقِ مكة في حَجِّهِ في سنة أربعٍ وأربعين ومئة؛ وكان من جُملة من تلقاه عبدُ الله بن حسن بن حسن بن عليِّ بن أبي طالب، فأجلسه المنصورُ معه على السِّمَاط، ثم جعل يُحادثهُ بإقبالٍ زائد، بحيثُ إنَّ المنصور اشتغلَ بذلك عن عامَّةِ غَدَائه، وسأاله عن ابنَيْهِ إبراهيم ومحمد: لِمَ لا جاأاني مع الناس؟ فحلَفَ عبدُ الله بن حسن أنه لا يدري أين صارا من أرض اللّه؟ وصدق في ذلك، وما ذاك إلا أن محمد بن عبد اللّه بن حسن كان قد بايَعَهُ جماعةٌ من أهلِ الحجاز في أواخرِ دولةِ مروانَ الحمار بالخلافةِ وخَلْعِ مروان، وكان في جُمْلة منْ بايَعَهُ على ذلك أبو جعفر المنصور، وذلك قبلَ تحويلِ الدولةِ إلى بني العباس، فلما صارتِ الخلافةُ إلى أبي جعفر المنصور خاف محمدُ بن عبدِ اللّه بن الحسن وأخوه إبراهيم منهُ خوفًا شديدًا؛ وذلك لأن المنصور توهَّمَ منهما أنهما لا بدَّ أنْ يخرجا عليه كما أرادا أنْ يخرُجا على مروان؛ والذي توَهَّم منه المنصورُ وقع فيه؛ فذهبا هرَبًا في البلاد التاسعة، فصارا إلى اليمن ثم سارا إلى الهند فاختفيا بها، فدلَّ على مكانِهما الحسنُ بن زيد، فهرَبَا إلى موضع آخر، فاستدلَّ عليهِ الحسنُ بن زيد ودَلَّ عليهما، وانتصَبَ إلْبًا عليهما عندَ المنصور؛ والعجب منه أنه من أتباعِهما! واجتهد المنصورُ بكل