للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحَسنِ بن الحُسَيْن بن منصور، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البُوشَنْجيّ، حدّثنا محمد بن أبي بكر المُقَدّمِيّ، حدّثنا عليّ بن أبي سَارَةَ، عن ثَابتٍ البُنَانيِّ، عن أنس بن مالك، أن رسول الله قال: "إنَّ رَجُلًا منْ أهْلِ الْجنَّةِ يُشْرفُ يَوْمَ القِيامةِ على النّارِ، فَيُناديهِ رَجلٌ منْ أهْلِ النار، فيقول: يا فلان، هل تعرفني؟ فيقول: لا، والله ما أعرفك، منْ أنْتَ؟ فيقول: أنا الذي مَرَرْتَ بي في الدُّنيا فاسْتَسْقَيْتَني شَرْبةً منْ مَاءً فَسَقَيْتُكَ، قال: قَدْ عَرَفْتُ، قال: فاشْفَعْ لي بهَا عِنْدَ رَبِّكَ" قال: "فَيَسْألُ اللهَ ﷿، فَيَقُولُ: يا رب إنِّي أشْرَفْتُ على النَّارِ فَنَادَاني رَجُلٌ منْ أهْلِها، فقال: هَلْ تَعْرفُني؟ قُلْتُ: لا والله، ما أعرفك، منْ أنْتَ؟ قال: أنا الّذي مَرَرْتَ بي في الدُّنيا فاسْتَسْقَيْتني شَرْبةً منْ ماء، فَسَقَيْتُكَ فاشْفَعْ لي عِنْدَ ربِّكَ، فَشَفِّعْني فيه، فَيُشَفِّعه اللهُ، فَيَأمُرُ اللهُ بهِ فيُخْرجُ منَ النَّارِ" (١).

أنبأنا أبو طالب طاهرٌ الفقيه، أنبأنا أبو عبد الله الصفّار الأصْبَهَانيّ، حدّثنا أبو قَبيصَةَ، محمّد بن عبد الرحمن بن عُمارَة بن القَعْقَاعِ الضَّبِّيُّ الأصْبَهانيُّ البَغْدَاديّ، حدّثنا أحمدُ بن عِمْرَان الأخنسيُّ، سمعتُ أبا بكر بن عيَّاشٍ [جار ابن هارون يُحدِّثُ]، عن سُلَيْمانَ التَّيْميِّ (٢)، عن أنس بن مالك، قال: قال رسولُ الله : "يَجْمعُ اللهُ أهْلَ الْجَنَّةِ صُفُوفًا، وَأهْلَ النارِ صُفُوفًا، فيَنْظُرُ الرَّجُلُ منْ صفُوفِ أهْلِ النَّارِ إلى رَجُلٍ منْ صُفُوفِ أهْلِ الْجنّةِ، فيَقُولُ: يا فُلانُ، مَا تَذكُرُ يَوْمَ اصْطَنَعْتُ إليْكَ في الدُّنْيَا مَعْرُوفًا؟ فيَقُولُ: يا رَبِّ إن هَذَا اصْطَنَعَ إليَّ في الدُّنْيا مَعْرُوفًا، فيُقالُ: خُذْ بِيَدِهِ، وَأدْخِلْهُ الْجنّةَ" قال أنس: أشْهدُ لسمعتُ رسولَ الله يَقُولُهُ. قال: وكذا رواه السَّمعاني، عن أحمد بن عِمْران، والله أعلم (٣).

[حديث فيه شفاعة الأعمال لصاحبها عند الله يوم القيامة]

قال عبدُ الله بن المبارك: حدّثنا رِشدِينُ بنُ سَعْد، عن حُيَىّ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُليِّ، عن عبد الله بن عمرو، قال: "إنَّ الصِّيامَ والقُرآن لَيَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ" قال: "يقول الصِّيامُ: رَبِّ مَنَعْتُهُ الطعامَ، وَالشرابَ، وَالشَهَوَاتِ بالنَّهَارِ، فَشَفِّعْني [فِيه]، ويَقُولُ القرآن: مَنَعْتُهُ النّوْمَ باللّيْلِ فَشَفِّعْني فيهِ" (٤).


(١) ورواه أبو يعلى في مسنده (٤٢١٢) من طريق جعفر، به، و (٣٤٩٠) من طريق ابن أبي سارة، وهو متروك.
(٢) في الأصول: يحدث صالحًا خازن (بياض) عن سليمان، والتصحيح من "تاريخ بغداد" (٤/ ٣٣٢).
(٣) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخه" (٤/ ٣٣٢) وإسناده ضعيف.
(٤) وإسناده ضعيف. ولكن أخرجه أحمد في مسنده مرفوعًا (٢/ ١٧٤) والطبراني في الكبير (١٣/ ٨٨) والحاكم (١/ ٥٥٤) وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>