للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان أولًا مترفًا، ثم صار (١) زاهدًا عابدًا، يبقى الأيام لا يأكل [فيها] (٢) شيئًا، وكان يقول: ألهاني الشوق [إلى الله] (٣) عن الطَّعام والشَّراب، وكان يقول: أنا لا أموت كما يموتون بالأعلال والأسقام، إنما هو دعاء وإجابة، أُدعي فأُجيب. فكان كما قال؛ بينما هو جالسٌ في جماعة إذ قال: لبيك، ووقع مَيْتًا.

محمد بن هارون الرُّوياني: صاحب "المسند" (٤). وابن ذَرِيح (٥) العُكْبَرِي. والهيثم بن خَلَف (٦).

[ثم دخلت سنة ثمان وثلاثمئة]

غلتِ الأسعار في هذه السنة ببغداد، فاضطربتِ العامة، وقصدوا دار حامد بن العَبَّاس الذي ضمن قرايا (٧) من الخليفة، فغلت الأسعار بسبب ذلك، وعَدَوا في ذلك اليوم - وكان يوم الجمعة - على الخطيب، فمنعُوه الخُطْبة، وكسروا المنابر ودكك (٨) الشُّرَط، وحرقوا جسورًا كثيرة، وأمر الخليفة بقتال العامة، ثم نَقَضَ الضَّمان الذي كان حامد بن العَبَّاس ضَمِنَه؛ فانحطتِ الأسعار، وأبيع الكُر (٩) بناقص خمسة دنانير؛ فطابت أنفس العامة بذلك وسكنوا.

وفي تموز من هذه السنة وقع برد شديد جدًّا بحيث إن الناس نزلوا من الأسطحة، وتدثَّروا باللُّحُف والأكسية، ووقع في شتاء هذه السنة ثلج (١٠) عظيم، وكان فيها برد شديد جدًّا بحيث أضرَّ ذلك ببعض النخيل.

وحجَّ بالنَّاس في هذه السنة أحمد بن العَبَّاس أخو القَهْرمانة.


(١) في النسخ الخطية: كان، والمثبت من (ط).
(٢) ما بين حاصرتين من (ط).
(٣) ما بين حاصرتين من (ط).
(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٤/ ٥٠٧ - ٥١٠).
(٥) في (ط) دريج، وهو تصحيف، وهو محمد بن صالح بن ذريح، أبو جعفر، ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٥٩ - ٢٦٠).
(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٦١ - ٢٦٢).
(٧) كذا في (ب) و (ظا)، وهو جمع قرية، ولكن لا يصح. وفي (ح) سرايا وفي (ط) براثى، وفي المنتظم (٦/ ١٥٦) بلدانًا، وهو الأشبه، وفي تاريخ الإسلام للذهبي (٧/ ١٥) أنه ضمن السواد.
(٨) في (ط) وقتلوا، وهو تحريف.
(٩) مكيال لأهل العراق. اللسان (كرر).
(١٠) في (ط) بلغم، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>