للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفقه بالنظَّامية وسمع الحديث، وصنَّف التاريخ وغيره، وتفرد بحسن كتابة الشروط، وله فضل ونظم حسن، منه قوله (١): [من الطويل]

أمُمْرِضَ قلبي ما لهجركَ آخرُ؟ … ومُسْهِرَ طَرْفي، هل خيالُكَ زائرُ؟

ومُسْتَعْذِبَ التَّعذيبِ جَوْرًا بصدِّهِ … أَمَا لكَ في شرعِ المَحَبَّةِ زاجرُ؟

هَنيئًا لكَ القلبُ الذي قد وقفتهُ … على ذِكرِ أيامي وأنتَ مُسافرُ

فلا فارقَ الحزنُ المبرِّحُ خاطري … لبُعدكَ حتى يجمع (٢) الشملَ قادرُ

فإِن مِتُّ فالتسليمُ منِّي عليكمُ … يعاودُكُم ما كبَّرَ اللّهَ ذاكرُ

أبو السعادات الحلّي التاجر البغدادي الرافضي.

كان في كل جُمعةٍ يلبس لأمَةَ الحرب ويقفُ خلفَ باب داره، والبابُ مجاف عليه، والناسُ في صلاةِ الجمعة، وهو ينتظرُ أن يخرجَ صاحبُ الزمانِ من سرداب سامراء -يعني محمد بن الحسن (٣) العسكري- ليميل بسيفه في الناس نصرة للمهدي.

أبو غالب بن كمنونة، اليهودي الكاتب.

كان يزوِّرُ على خطِّ ابن مقلة من قوَّة خطِّه، توفي -لعنه اللّه- بمطمورة واسط، ذكره ابن الساعي في "تاريخه".

[ثم دخلت سنة ثنتين وستمئة]

فيها وقعت حرب عظيمة بين شهاب الدين محمد بن سام الغوري، صاحب غزنة، وبين بني كَوْكَر (٤) أصحاب جبل الجودي، وكانوا فد ارتدّوا عن الإسلام فقاتلهم وكسرهم وغنم منهم شيئًا كثيرًا لا يُعَدّ (٥) ولا يُوصف، فاتبعه بعضُهم حتى قتله غِيلة في ليلة مستهل شعبان منها بعد العشاء. وكان من


= للعيني (١٧/ الورقة ٢٨١).
(١) ط: ونظم فمن شعره.
(٢) أ: حتى يشمل الشمل.
(٣) ليست اللفظة في أ. وترجمته في سير أعلام النبلاء (١٣/ ١١٩ - ١٢٢) وثمة كلام للذهبي عنه وعن خروجه من سرداب سامراء.
(٤) أ: بني لوكر. وفي ط: أصحاب الجبل الجودي، وما هنا يعضده ما في الكامل لابن الأثير (٢٠٨/ ١٢ ط. صادر).
(٥) أ: لا يحدّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>