للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتحدث بالنهار مع أصحابه في منزل سعد بن الرَّبيع إلى أن ارتحل إلى دارِ بني النجَّار كما تقدَّم.

قال ابن الأثير (١): وقد قيل إنه أولُ مَنْ مات من المسلمين بعد مقدَم رسولِ اللَّه ، ثم بعده أسعد بن زُرارة.

ذكره الطبري (٢).

فصل في ميلاد عبد اللَّه بن الزبير في شوال سنة الهجرة

فكان أولَ مولود ولد في الإسلام من المهاجرين كما أنَّ النعمان بن بشير أولُ مولود ولد للأنصار بعد الهجرة . وقد زعم بعضُهم أنَّ ابن الزبير ولد بعد الهجرة بعشرين شهرًا قاله أبو الأسود (٣).

ورواهُ الواقدي عن محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حَثْمَة عن أبيه عن جده.

وزعموا أنَّ النعمان ولد قبل ابن الزبير بستة أشهر على رأس أربعةَ عشرَ شهرًا من الهجرة، والصحيحُ ما قدَّمنا.

قال البخاري (٤): حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء أنَّها حملَتْ بعبدِ اللَّه بن الزُّبير، قالت: فخرجتُ وأنا مُتِمٌّ، فأتيتُ المدينة، فنزلتُ بقُباء، فولدْتُهُ بقباء، ثم أتيتُ به رسولَ اللَّه فوضعه في حَجْره، ثم دعا بتمرةٍ فمضَغَها ثم تفل في فيه، فكان أولَ شيءٍ دخلَ جوفَه ريقُ رسولِ اللَّه ثم حنَّكه بتمرة، ثم دعا له وبرَّكَ عليه. فكان أولَ مولودٍ ولد في الإسلام.

تابعَهُ خالد بن مَخْلَد عن عليِّ بن مُسْهِر، عن هشام، عن أبيه، عن أسماء أنها هاجرَتْ إلى النبيِّ وهي حُبْلى.

حدثنا (٥) قُتيبة عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أوَّلُ مولودٍ وُلد في الإسلام عبدُ اللَّه بن الزُّبير، أتَوْا به النبيَّ فأخذ النبيُّ تمرةً فلاكَها ثم أدخلها في فيه، فأولُ ما دخل بطنَهُ ريقُ النبيِّ .

فهذا حُجَّةٌ على الواقدي وغيره لأنه ذكر أنَّ النبيَّ بعث مع عبد اللَّه بن أُرَيْقط لما رجع إلى مكة


(١) في أسد الغابة (٤/ ٢٥٢).
(٢) في تاريخه (٢/ ٣٩٧).
(٣) أبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن كما في تاريخ ابن عساكر ص ٣٩٢ في ترجمة عبد اللَّه بن الزبير.
(٤) في صحيحه فتح (٣٩٠٩) مناقب الأنصار باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة.
(٥) يتابع المصنف نقل التالي من صحيح البخاري ورقمه (٣٩١٠).