للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة ثلاث وتسعين وسمع الحديث واعتنى بالتاريخ، وجمع وصنّف، ولم يكن بالحافظ ولا الضابط المتقن. وقد أوصى إليه ابن النّجّار (١) حين توفي، وله "تاريخ كبير" عندي أكثره (٢)، ومصنفات أُخر (٣) مفيدة، وآخر ما صنف كتابٌ في الزهاد (٤)، كتب في حاشيته زكي الدين عبد الله بن حبيب الكاتب: [من السريع]

ما زالَ تاجُ الدينِ طولَ المدى … من عمرهِ يعتقُ في السَّيْرِ

في طلبِ العلمِ وتدوينهِ … وفعله نفعٌ بلا ضَيْرِ

علَا عَلِيٌّ بتصانيفهِ … وهذه خاتمةُ الخَيْرِ

[ثم دخلت سنة خمس وسبعين وستمئة]

في ثالث عشر المحرم منها دخل السلطان إلى دمشق وسبق العساكر إلى بلاد حلب، فلما توافت إليه أرسل بين يدي بدر الدين الأتابكي (٥) بألف فارس إلى البلستين (٦)، فصادف بها جماعة من عسكر الروم فركبوا إليه وحملوا إليه الإقامات، وطلب جماعة منهم أن يدخلوا بلاد الإسلام فأذن لهم، فدخل طائفة منهم بيجار (٧) وابن الخطير، فرسم لهم أن يدخلوا القاهرة فتلقاهم الملك السعيد، ثم عاد السلطان من حلب إلى القاهرة فدخلها في ثاني عشر ربيع الآخر.

وفي خامس (٨) جمادى الأولى عمل السلطان عرس ولده الملك السعيد على بنت قلاوون، واحتفل السلطان به احتفالًا عظيمًا، وركب الجيش في الميدان خمسة أيام يلعبون ويتطاردون، ويحمل بعضهم


= هذه المصادر: علي بن أنجب بن عثمان بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عبد الرحيم البغدادي الخازن الشافعي المعروف بابن الساعي أبو طالب تاج الدين.
(١) تقدمت ترجمته في وفيات سنة ٦٢٣ من هذا المجلد.
(٢) وقد شحن كتابه هذا من النقل عنه مع أنه قال فيه ما قال. قد أثنى عليه الظهير الكازروني، كما نقل الذهبي في تاريخ الإسلام (بشار).
(٣) اسمه: "الجامع المختصر" نشر منه الجزء التاسع في بغداد ١٩٣٤ م بتحقيق الدكتور مصطفى فؤاد.
(٤) وقفت على نسخة منه مخرومة الأول في دار الكتب المصرية، ونشرت عنه بحثًا في مجلة المورد العراقية "العثور على أثر مفقود لمؤرخ العراق ابن الساعي" (السنة الثالثة) العدد الثالث، بغداد ١٩٧٤ (بشار).
(٥) في ذيل المرآة (٣/ ١٦٥ و ١٦٦) أن اسمه: بكتوت الأتاكلي بدر الدين.
(٦) أبلستين: بالفتح، ثم الضم، ولام مضمومة أيضًا، والسين المهملة ساكنة، وتاء فوقها نقطتان مفتوحة، وياء ساكنة ونون وهي مدينة مشهورة ببلاد الروم قريبة من أبْسَسَ مدينة أصحاب الكهف. معجم البلدان (١/ ٧٥).
(٧) تقدم التعريف به.
(٨) أ: وخامس جمادى.

<<  <  ج: ص:  >  >>