للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا أيضًا من هذا الوجه ضعيف، فيه ثلاثةٌ من الضعفاء: معان (١)، وشيخه، وشيخ شيخة (٢).

وقد قال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدّثنا أحمد بن إسحاق أبو عبد الله الجوهري البصري، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا موسى بن عُبيدة الرَّبَذي (٣)، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "بعثَ اللهُ ثمانيةَ آلاف نبي، أربعةُ آلاف إلى بني إسرائيل، وأربعة آلاف إلى سائر الناس".

موسى وشيخا (٤) ضعيفان أيضًا.

وقال أبو يعلى أيضًا: حدّئنا أبو الربيع، حدّثنا محمد بن ثابت العبدي، حدّثنا معبد بن خالد الأنصاري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "كان فيمن خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي، ثمّ كان عيسى، ثمّ كنت أنا".

يزيد الرقاشي ضعيفٌ.

وقد رواه الحافظ أبو بكر الإسماعيلي، عن محمد بن عثمان بن أبي شَيبة، حدّثنا أحمد بن طارق، حدّثنا مسلم بن خالد، حدّثنا زياد بن سعد، عن محمد بن المنكدر، عن صفوان بن سليم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "بُعثت على أثر ثمانية آلاف نبي، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل".

وهذا إسناد لا بأس به، لكني لا أعرف حال أحمد بن طارق هذا. والله أعلم.

حديثٌ آخر:

قال عبد الله بن الإمام أحمد: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدّتني عبد المتعالي بن عبد الوهاب، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي، حدّثنا مجالد، عن أبي الوداك قال: قال أبو سعيد: هل تقر الخوارج بالدجَّال؟ قال: قلت: لا. فقال: قال رسول الله : "إني خاتم ألف نبي أو أكثر، وما بعث الله نبيًا يُتبع إلا وحذَّر أمته منه، هاني قد بُيِّن لي فيه ما لم يُبيَّن لأحد منهم، وأنه أعور، وأن ربكم ليس بأعور،


(١) مُعان بن رفاعة الدمشقي، منكر الحديث، يروي مراسيل كثيرة، ويحدّث عن أقوام مجاهيل. المجروحين (٣/ ٣٦).
(٢) قال ابن حبان هو ضعيف جدًا. المجروحين (٢/ ١١٠) في ترجمة علي بن يزيد، ولكن يشهد له الذي قبله فهو حسن.
(٣) في ط: اليزيدي، وهو تصحيف وتحريف. وموسى بن عُبيدة بن نِسطاس الرَّبذي، أبو عبد العزيز، متوفى سنة (١٥٣ هـ). فاضل من خيار العبَّاد نسكًا وصلاحًا، إلا أنه بطل الاحتجاج به. المجروحين (٢/ ٢٣٤).
والحديث في مسند أبي يعلى (٧/ ١٥٩ - ١٦٠) رقم (٤١٣٢).
(٤) يزيد بن أبان، أبو عمرو الرقاشي، من أهل البصرة، أحد العبّاد البكّائين، إلا أنه ضعيف، كما قال ابن كثير. المجروحين (٣/ ٩٨).