كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة أربع وسبعين - ذكر من توفي فيها من الأعيان - ج: 9 - ص: 132

وفي هذه السنة عزل عبد الملك بُكير بن وشاح التميمي عن إمرة خراسان وولاها أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد القرشي ليجتمع عليه الناس فإنه قد كادت الفتنة تتفاقم بخراسان بعد عبد اللَّه بن خازم، فلما قدم أمية بن عبد اللَّه خراسان عرض على بُكير بن وشاح أن يكون على شرطته فأبى وطلب منه أن يوليه طخارستان فخوفوه منه أن يخلعه هنالك فتركه مقيمًا عنده. قال ابن جرير: وحج بالناس فيها الحجاج بن يوسف وهو على إمرة المدينة ومكة واليمن واليمامة. قال ابن جرير (١): وقد قيل إن عبد الملك اعتمر في هذه السنة ولا نعلم صحة ذلك.

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

رافع بن خديج بن رافع الأنصاري (٢)، صحابي جليل شهد أحدًا وما بعدها، [وصفين مع علي وكان يتعانا المزارع والفلاحة (٣)، توفي وهو ابن ستٍّ وثمانين سنة، وأسند ثمانية وسبعين حديثًا] (٤) وأحاديثه جيدة. وقد أصابه يوم أُحُد سهم في ترقَوته فخيّره رسول اللَّه ﷺ بين أن ينزعه منه وبين أن يترك فيه القطبة (٥) ويشهد له يوم القيامة (٥)، فاختار هذه، وانتقض عليه في هذه السنة فمات منه ﵁.

أبو سعيد الخدري (٦)، هو سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي، صحابي جليل من فقهاء الصحابة استُصغر يوم أُحُد، ثم كان أول مشاهده الخندق، وشهد مع رسول اللَّه ﷺ ثنتي عشرة غزوة، وروى عنه أحاديث كثيرة، وعن جماعة من الصحابة، وحدَّث عنه خلق من التابعين وجماعة من الصحابة، كان من نجباء الصحابة وفضلائهم وعلمائهم.

قال الواقدي وغيره: مات سنة أربع وسبعين وقيل قبلها بعشر سنين، فاللَّه أعلم.

---

(١) تاريخ الطبري (٦/ ٢٠١).
(٢) ترجمة - رافع بن خديج - في تاريخ خليفة (٢٧١) والاستيعاب (١/ ٤٩٥). وأسد الغابة (٢/ ١٥١) وتهذيب الكمال (٩/ ٢٢ - ٢٤) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ - ٨٠/ ص ٤٠٠) وسير أعلام النبلاء (٣/ ١٨١) والإصابة (١/ ٤٩٥) وشذرات الذهب (١/ ٣١٢).
(٣) في سير أعلام النبلاء (٣/ ١٨٢): وكان صحراويًا، عالمًا بالمزارعة والمساقاة، وفي تاريخ الإسلام (ص ٤٠٠): وكان يتعانى المزارع ويفلحها.
(٤) ما بين معكوفين ساقط من أ.
(٥) في ب: القطنة. والتصحيح من مسند أحمد، والقطبة: نصل السهم. والحديث في مسند الإمام أحمد (٦/ ٣٧٨) والمعجم الكبير للطبراني (٤/ ٢٨٢) رقم (٤٢٤٢) وهو حديث حسن.
(٦) ترجمة - أبي سعيد الخدري - في تاريخ خليفة (٧١) والاستيعاب (٢/ ٦٠٢) وتاريخ دمشق (٢٠/ ٣٧٣ - ٣٩٩) وأسد الغابة (٢/ ٢٨٩) وتهذيب الكمال (١٠/ ٢٩٤ - ٣٠٠) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ - ٨٠/ ٥٥١ - ٥٥٤) وسير أعلام النبلاء (٣/ ١٦٨) والإصابة (٢/ ٣٥) وتهذيب التهذيب (٣/ ٤٧٩ - ٤٨١) والنجوم الزاهرة (١/ ١٩٢). وشذرات الذهب (١/ ٣١١) وتهذيب ابن عساكر (٦/ ١١٠).