للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر مقتل (١) الطواشي مؤتمن الخلافة وأصحابه على يد الملك صلاح الدين، [نصره الله] (٢)

وذلك أنه (٣) كتب من دار الخلافة بمصر إِلى الفرنج ليقدموا إِلى (٤) الديار المصرية، ليخرجوا منها الجيوش الإسلامية الشامية والعساكر النورية، وكان الذي يفد (٥) بالكتاب إِليهم الخادم (٦) مؤتَمن الخلافة، مقدم العساكر بالقصر، وكان حبشيًا، وكان قد أرسله (٧) مع إِنسان أمن إِليه، فصادفه (٨) في بعض الطريق من أنكر حاله، وحمله إِلى الملك الناصر صلاح الدين، فقرّره، فأخرج الكتاب، ففهم صلاح الدين الحال وكتمه. واستشعر مؤتَمن الخلافة الخادم (٩) أن الملك صلاح الدين قد اطّلع على الأمر، فلازم القصر مدة طويلة خوفًا على نفسه، ثم عنَّ له في بعض الأيام أن خرج إِلى الصيد فأرسل الملك صلاح الدين إِليه من قبض عليه وقتله، وحمل رأسه إِليه، ثم عزل جميع الخدّام الذين يلون خدمة القصر، واستناب على القصر عوضهم بهاء الدين قراقوش، وأمره أن يطالعه بجميع الأمور صغارها وكبارها.

[وقعة السودان]

وذلك أنه لما قتل مؤتَمن الخلافة الخادم الحبشي، وعزل بقية الخدام غضبوا لذلك، واجتمعوا قريبًا من خمسين ألفًا، فاقتتلوا هم وجيش الملك الناصر صلاح الدين بين القصرين، فقتل خلق كثير من الفريقين، وكان العاضد ينظر من القصر إِلى المعركة، وقد قذف الجيش الشامي من القصر بحجارة، وجاءهم منه سهام، فقيل: كان ذلك بأمر العاضد، وقيل: لم يكن بأمره. ثم إِنَّ أخا (١٠) الناصر شمس


(١) ط: قتل.
(٢) عن ب وحدها.
(٣) ب: لأنه.
(٤) عن ط وحدها.
(٥) أ: وكان الذي نفذ الكتاب.
(٦) ط: الطواشي.
(٧) ط: وأرسل الكتاب.
(٨) ب: فصدفه.
(٩) ط: الطواشي مؤتمن الخلافة.
(١٠) أ: فجمع أخو، ب: فأمر أخو.

<<  <  ج: ص:  >  >>