للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يحيى بن الوليد، حدّثني مُحِلّ بن خليفة، حدّثني أبو السَّمْح قال: كُنْتُ أخْدُم رسول الله ، قال: كان إذا أراد أن يَغْتسلَ قال: ناولني إداوتي (١)، قال: فأناولُهُ وأسترُة (٢)، فأُتيَ بحسنٍ أو حسينٍ فبال على صدره، فجئتُ لأغْسِلَه فقال: "يُغْسلُ من بولِ الجارية، ويُرَشُ من بول الغلام" وهكذا رواه أبو داود (٣) والنسائي (٤) وابن ماجة (٥) عن مجاهد بن موسى.

ومنهم أفْضَلُ الصَّحابة على الإطلاق أبو بكر ، تولَّى خِدْمَتَه بنفسه في سَفْرَةِ الهِجْرَة، لا سيّما في الغار، وبعد خروجهم منه، حتَّى وصلوا إلى المدينة، كما تقدم ذلك مَبْسوطًا، وللّه الحمد والمنة.

فصل أما كُتَّابُ الوَحْي وغَيْرِه بَيْنَ يَدَيه، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه، ورضي عنهم أجمعين

فمنهم الخلفاء الأربعة، أبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليُّ بن أبي طالب ، وسيأتي ترجمةُ كلِّ واحدٍ منهم في أيّامِ خِلافَتِه إن شاء اللّهُ وبه الثقةُ.

ومنهم أبان بن سَعيد (٦) بن العاص بن ثُميَّة بن عَبْدِ شَمْس بن عَبْدِ مَناف بن قُصَيٍّ الأُموي. (أسلم بعدَ أخَوَيْه خالد وعمرو، وكان إسلامُه بعد الحُدَيْبية) (٧)، لأنه هو الذي أجارَ (٨) عثمان حينَ بعثَه رسولُ اللّه إلى أهل مكة يومَ الحُدَيْبية، وقيل: خيبر، لأنَّ له ذِكرًا في "الصَّحيح" (٩) من حديث أبي هريرة في قِسْمَة غَنائِم خَيْبَر، وكان سببَ إسلامه أنّه اجْتَمَعَ براهبٍ، وهو في تجارةٍ بالشام، فذكر له أمرَ رسولِ الله ، فقال له الراهب: ما اسمه؟ قال: محمد، قال: فأنا أنعتُهُ لكَ، فوصفَهُ


(١) ط: (أدواتي) تحريف.
(٢) ط: (وأستتره).
(٣) أبو داود (٣٧٦)، وهو حديث صحيح.
(٤) النسائي (٢٢٤)، وهو حديث صحيح.
(٥) ابن ماجة (٥٢٦، ٦١٣)، وهو حديث صحيح.
(٦) ترجمته في نسب قريش (١٧٤ - ١٧٥)، والاستيعاب (١/ ٦٢)، وأسد الغابة (١/ ٤٦ - ٤٨)، وسير أعلام النبلاء (١/ ٢٦١)، والإصابة (١/ ١٣ - ١٤).
(٧) ليس ما بين القوسين في أ.
(٨) ط: (أجاز) تحريف.
(٩) صحيح البخاري (٤٢٣٨).