للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِرْق، وعِرْق خادم من خُدَّام السُّلْطان، كان يلي البريد، فَقَدِمَ معه بهذا الرجل [مصر] (١)، فأقام بها حتى كانت وفاته فيها، .

بِدْعة جارية عُرَيب (٢) المغنِّية، بُذِلَ لسيدتها فيها مئة ألف دينار وعشرون ألف دينار من بعض من رَغِبَ فيها، فعَرَضتْ ذلك عليها، فكرهت مُفَارقة سيدَتِها، فأعتقتها سيدَتُها في يومها (٣) ذاك، وتأَخَّرَتْ وفاتها إلى هذه السنة (٤)، وقد تركتْ من المال العين والأملاك ما لم يملكه رجل.

القاضي أبو زُرْعة محمد بن عثمان الشَّافعي (٥)، قاضي مِصْر ثم دمشق، وهو أول من حكم بمذهب الشَّافعي بالشَّام وأشاعه به (٦)، وكان ثِقَةً عَدْلًا من سادات القضاة، وكان أصله من أهل الكِتاب اليهود (٧)، قد ذكرنا ترجمته في "طبقات الشَّافعية".

[ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثمئة]

فيها وقف المقتدر بالله أموالًا جزيلة وضياعًا على الحرمين الشَّريفين، واستدعى القضاة والأعيان وأشهدهم على نفسه بما وقفه من ذلك.

وفيها قُدِمَ إلى بغداد بجماعة من الأسارى من الأعراب الذين كانوا عدوا على الحجيج في تلك السنة، فلم تتمالك العامة أن عَدَتْ عليهم فقتلوهم، فأُخِذ بعضهم فعوقب لكونه افتأت على السُّلطان.


(١) ما بين حاصرتين من (ط)، والعبارة ملبسة المعنى، أوضح منها ما ورد في تاريخ بغداد (٧/ ٨٨) والمنتظم (٦/ ١٢٩). فقدم في جملة من قدم من بغداد.
(٢) المنتظم (٦/ ١٢٩) الكامل (٨/ ٩٠، ٥٠٦) جهات الأئمة الخلفاء (٦٣ - ٦٦) المستظرف من أخبار الجواري (١٣ - ١٥) الأغاني (٢٢/ ١٨١ - ١٨٣).
وفي (ح) و (ظا) غريبة، وفي (ط) غريب، وكلاهما خطأ، والمثبت من (ب)، وقد ضبط في المشتبه (٢/ ٤٥٥) بضم العين، وأخبارها في الأغاني (٢١/ ٥٤ - ٩١).
(٣) في (ط) موتها، وهو تصحيف.
(٤) أورد ابن الأثير خبر وفاتها في هذه السنه، وفي سنة (٣٤٢ هـ)، وذكر أنها توفيت عن اثنتين وتسعين سنة، الكامل (٩٠/ ٨، ٥٠٦)
(٥) تاريخ ابن عساكر (خ) (س) (١٥/ ٣٢٩/ أ) سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٣١ - ٢٣٣) العبر (٢/ ١٢٣) الوافي بالوفيات (٤/ ٨٢ - ٨٣) طبقات الشافعية للسبكي (٣/ ١٩٦ - ١٩٨) النجوم الزاهرة (٣/ ١٨٣ - ١٨٤) قضاة دمشق (٢٢/ ٢٣) شذرات الذهب (٢/ ٢٣٩).
(٦) في (ط): وقد كان أهل الشام على مذهب الأوزاعي من حين مات إلى هذه السنة، وثبت على مذهب الأوزاعي بقايا كثيرة لم يفارقوه.
(٧) في (ط): ثم أسلم، وصار إلى ما صار إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>