للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنصور، وهو الذي صلَّى عليه. وقيل: إنَّ الذي صلى على المنصور عيسى بن موسى وليُّ العهد من بعدِ المهدي، والصحيح الأول، لأنه كان نائبَ مكةَ والطائف، وعلى إمرةِ المدينة عبدُ الصمد بن علي، وعلى الكوفة عمر بن زهير الضبِّي أخو المسيب بن زهير أمير الشرطة للخليفة، وعلى خراسان حُميد بن قَحْطَبة، وعلى خَرَاجِ البصرةِ وأرضِها عمارة بن حمزة، وعلى صلاتها وقضائها عبدُ اللَّه بن الحسن العَنْبَري، وعلى أحداثها سعيد بن دَعْلَج.

قال الواقدي (١): وأصابَ النَّاسَ في هذه السنة وباءٌ شديد؛ فتُوفِّي فيه خلقٌ كثير، وجَمٌّ غَفير، منهم:

أفلح بن حُميد.

وحَيوَةُ بن شُريح.

ومعاوية بن صالح بمكة.

وزُفَر بن الهذيل (٢) بن قيس بن سُليم بن مكمل بن ذُهْل بن ذُؤيب بن جَذِيمة بن عمرو بن حنجور بن جُنْدب بن العَنْبَر بن عمرو بن تميم بن مر بن أُدِّ بن طابخة بن إلياس بن مُضَر بن نزار بن مَعَدِّ بن عدنان (٣) التميميُّ العَنْبَريُّ الكوفيُّ الفقيهُ الحنفي؛ أقدَمُ أصحابِ أبي حنيفةَ وفاةً وأكثَرُهُم استعمالًا للقِيَاس. وكان عابدًا اشتغل أولًا بعِلْمِ الحديث، ثم غلَبَ عليه الفقهُ والقياس، وُلد سنةَ ستَّ عشرةَ ومئة، وتوفي سنةَ ثمانٍ وخمسين ومئة عن ثنتين وأربعين سنة وإيانا.

[ثم دخلت سنة تسع وخمسون ومئة]

استُهلَّتْ هذه السنةُ وخليفةُ الناس أبو عبدِ اللَّه محمد بن المنصور المهدي؛ فبعث في أولها العباسَ بن محمد إلى بلادِ الرُّوم في جيشٍ كثِيف، وركب معَهم مُشَيِّعًا لهم، فساروا إليها، فافتتحوا مدينةً عظيمةً للرُّوم، وغَنِموا غنائمَ كثيرةً ورجَعوا سالِمينَ لم يُفقَدْ منهم أحد.

وفيها تُوفّي حُميد بن قَحْطبة نائبُ خراسان، فولَّى المهديُّ مكانَهُ أبا عَوْن عبدَ الملك بن يزيد، وولَّى حمزةَ بن مالك سِجِسْتان، وولَّى جبريلَ بنَ يحيى سَمَرْقَنْد.


(١) انظر تاريخ الطبري (٤/ ٥٤٧).
(٢) ترجمته في تسمية فقهاء الأمصار ص (١٨٢) للنسائي، مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ص (١٧٠)، طبقات المحدثين بأصبهان (١/ ٤٥٠)، الفهرست لابن النديم ص (٢٨٥)، طبقات الفقهاء ص (١٤١)، وفيات الأعيان (٢/ ٣١٧)، سير أعلام النبلاء (٨/ ٣٨)، العبر (١/ ٢٢٩)، الجواهر المضية في طبقات الحنفية ص (٢٤٣)، النجوم الزاهرة (٢/ ٣٢)، شذرات الذهب (١/ ٢٤٣).
(٣) بدل هذا النسب في (ق): قوله: " ثم ساق نسبه إلى معد بن عدنان"، والمثبت من (ب، ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>