للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "صحيح مُسْلم" منْ طريقِ المُخْتار بن فُلْفُل، عنْ أنسٍ: أنَّ رسولَ الله قالَ: "وَالّذي نَفْسي بيَدهِ لوْ رَأَيْتُمْ ما رأيْتُ لَضَحِكتُمْ قَليلًا ولبَكَيْتُمْ كثيرًا" قالُوا: يا رسولَ الله، وما رأيْتَ؟ قالَ: "رأيْتُ الْجَنَّةَ والنَّار" (١).

وأخبرَ أنَّ الْمُتَوضئ إذا قال بَعْدَ وضُوئِه: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فُتحت لهُ أبْوابُ الجنَّةِ الثَّمانية، يَدْخُلُ منْ أيِّها شَاء (٢).

وفي "صحيح البُخاريّ" منْ حَديثِ شُعْبةَ، عن عَديٍّ، عن البراءَ بن عَازبٍ قال: لمَّا توفي إبراهيمُ ابنُ رسولِ الله قالَ: "إنَّ لهُ مُرْضعًا في الجنَّةِ" (٣).

وقالَ الله تعالى: ﴿وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ [البقرة: ٣٥] والْجُمْهُورُ على أنَّ هذهِ الْجنَّةَ جَنّةُ الْمَأوَى، وذَهبتْ طائفَةٌ آخَرُونَ إلى أنَّها جنَّةٌ في الأرض خلقَها الله لهُ ثمَّ أخْرَجَهُ منْها. وقدْ تقدم ذلكَ مَبْسُوطًا في هذا الكتاب في أوله في قصَّةِ آدَم.

وقالَ البَيْهَقي: حدّثنا الْحَاكم، حدّثنا الأصمُّ، حدّثنا حُمَيْدُ بن عياش الرَّمْليّ، حدّثنا مُؤَمَّلُ بن إسماعيلَ، حدّثنا سُفْيَانُ، عنْ عَبْدِ الرَّحمن الأصْبَهانيّ، عنْ أبي حَازمٍ، عنْ أبي هُرَيرةَ، قالَ: قالَ رسولُ الله : "أولادُ الْمُؤْمنينَ في جَبلٍ في الجَنَّةِ يكفُلُهُمْ إبراهيمُ وسارة حتى يَرُدَّهمْ إلى آبائهمْ يَوْمَ القيَامةِ". وكذا رَواهُ وكيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، وهُوَ الثَّوْري (٤).

والأحاديث في هَذا كثيرةٌ جِدًّا، وقدْ أوْرَدنا كثيرًا مِنْها بأسَانيدِها ومُتُونِها فيما تقدَّمَ.

[فصل]

وَثَبتَ في "صحيحِ مسلمٍ" عنْ عبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو: أنَّ رسولَ الله ، قالَ: "فُقراء المُهَاجرينَ يَسْبقُونَ الأغْنياءَ يوْمَ القيامَةِ إلى الجَنّةِ بأرْبَعينَ خَريفًا (٥). وكذا روَى التِّرْمذي منْ حديث جابرٍ وصحَّحَه (٦)، وأنسٍ واسْتَغَربهُ (٧).


(١) رواه مسلم (٤٢٦).
(٢) رواه مسلم (٢٣٤).
(٣) رواه البخاري (١٣٨٢).
(٤) رواه البيهقي في "البعث والنشور" (٢٣١) والحاكم (٣/ ٢٨٤) وهو حديث حسن.
(٥) رواه مسلم (٢٩٧٩).
(٦) رواه الترمذي (٢٣٥٥).
(٧) رواه الترمذي (٢٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>