للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد روي (١) في هذا المعنى أحاديث كثيرة موضوعة لا أصل لها.

وقال غير واحد، عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر: حدَّثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله (٢)، عن ابن عباس أن رسول الله انظر إلى علي فقال: "أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني وحبيبك حبيب الله، ومن أبغضك فقد أبغضني وبغيضك بغيض الله، والويل (٣) لمن أبغضك من بعدي" (٤).

وروى غير واحد أيضًا عن الحارث بن حَصِيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي قال: دعاني رسول الله فقال: "إن فيك من عيسى بن مريم مثلًا أبغضته يهود حتى بهتوا أمه، وأحبته (٥) النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس هو له" قال علي: ألا وإنه يهلك فيَّ اثنان محب مُطْرٍ مفرط يُقَرِّظُني بما ليس فيَّ. ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني، ألا وإني لست بنبي ولا يوحى إلي، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة الله فحقُّ (٦) عليكم طاعتي فيما أحببتم (٧) وكرهتم، لفظ عبد الله بن أحمد (٨).

[[حديث آخر]]

قال يعقوب بن سفيان. حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدَّثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية، عن علي قال: أنا قسيم النار، إذا كان يوم القيامة قلت هذا لك وهذا لي. قال يعقوب: وموسى بن طريف ضعيف يحتاج إلى من يعدله [وليس بثقة] وعباية أقل منه ليس حديثه بشيء (٩). وذكر أن أبا معاوية لام الأعمش على تحديثه بهذا [الحديث] فقال له الأعمش: إذا نسيت فذكروني، ويقال: إن الأعمش إنما رواه على سبيل الاستهزاء بالروافض والتنقيص لهم في تصديقهم ذلك.

قلت: وما يتوهمه بعض العوام بل هو مشهور بين كثير منهم، أن عليًا هو الساقي على الحوض فليس له أصل ولم يجئ من طريق مرضي يعتمد عليه، والذي ثبت أن رسول الله هو الذي يسقي الناس.


(١) في أ: ورد.
(٢) في ط: "عبد الله بن عبيد الله" خطأ.
(٣) في ط: "وويل" وما هنا من أ وهو الموافق لمصادر تخريج الحديث.
(٤) أخرجه الطبراني في الأوسط (٤٧٥١)، والحاكم (٣/ ١٢٧) وقال: هو منكر، ليس ببعيد من الوضع، وانظر تمام تخريجه في تعليق الدكتور بشار عواد معروف على تاريخ الخطيب (٥/ ٦٨).
(٥) في ط: وأحبوه على لغة أكلوه البراغيث، وما هنا موافق لما في مسند أحمد.
(٦) في ط: "حق"، وما أثبتناه من أ ومسند أحمد.
(٧) في أ: اختلفتم، وما هنا موافق لما في مسند أحمد.
(٨) مسند أحمد (١/ ١٦٠).
(٩) في ط: ليس بشيء حديثه.