للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكانوا (١) خمسة آلاف مقاتل [صليبة]، معهم العدَّة الكاملة، والخيول الهائلة، فالتقوا مع جلال الدين بأذربيجان وهو في عشرين ألف مقاتل، فلم يقم لهم ساعة واحدة، ولا صبر، فتقهقر (٢) وانهزم واتبعوه (٣) على الأثر، ولم يزالوا في طلبه إِلى مدينة خُوَيْ، وعاد الأشرف إِلى مدينة خلاط فوجدها خاويةً على عروشها، فمهّدها وأطَّدها، ثم تصالح [هو] وجلال الدين وعاد إِلى مستقر ملكه [بدمشق] حرسها الله [تعالى وإِياه].

وفيها: تسلَّم الأشرفُ قلعةَ بعلبك من الملك الأمجد بهرام شاه بعد حصار طويل، ثم استخلف على دمشق أخاه الصالح إِسماعيل، ثم سار إِلى الشرق (٤) بسبب أن جلال الدين الخوارزمي استحوذ على بلاد خلاط وقتل من أهلها خلقًا كثيرًا ونهب أموالًا كثيرة، فالتقى معه الأشرف (٥) واقتتلوا قتالًا عظيمًا فهزمه الأشرف هزيمةً منكرةً، وهلك من الخوارزمية خلقٌ كثيرٌ، ودقَّتِ البشائر في البلاد فرحًا بنصرة الأشرف على الخوارزمية، فإِنَّهم كانوا لا يفتحون بلدًا إِلا قتلوا من فيه ونهبوا أموالهم (٦)، فكسرهم الله تعالى.

وقد كان الأشرف رأى النبي ، في المنام قبل الوقعة وهو يقول له: يا موسى أنت منصور عليهم ولما فرع (٧) من كسرتهم عاد إِلى بلاد خلاط فرمم شعثها وأصلح ما كان فسد منها (٨).

ولم يحجَّ أحد من أهل الشام في هذه السنة ولا في التي قبلها، وكذا فيما قبلها أيضًا، فهذه ثلاث سنين لم يَسِرْ من الشام أحد حاجٌّ إِلى الحجاز (٩).

وفيها: أخذتِ الفرنجُ جزيرة ميورقة وقتلوا بها خلقًا وأسروا آخرين، فقدموا بهم إِلى الساحل فاستقبلهم المسلمون فأخبروا بما جرى عليهم من الفرنج.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

زين الأمناء الشيخ الصالح (١٠) أبو البركات، الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله


(١) أ: وكانوا.
(٢) أ، ب: بل تقهقر.
(٣) أ، ب: واتبعوه هم.
(٤) ب: المشرق. وط: الأشرف. والأخيرة محرفة.
(٥) أ، ب: الأشرف رأسًا هائلًا واقتتلوا.
(٦) أ، ب: وأمواله.
(٧) أ، ب: تفرغ.
(٨) قال بشار: هذه الفقرة وأكثر التي قبلها تكرار لما سبق.
(٩) ط: أحد إِلى الحج.
(١٠) ترجمة - زين الأمناء ابن عساكر - في مرآة الزمان (٨/ ٤٣٨ - ٤٣٩) وتكملة المنذري (٣/ ٢٥٨ - ٢٥٩) وذيل الروضتين (١٥٨) والعبر (٥/ ١٠٨) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٨٣٣) وسير أعلام النبلاء (٢٢/ ٢٨٤ - ٢٨٧) =

<<  <  ج: ص:  >  >>