للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- والسَّلى هو الذي يخرج مع ولد الناقة كالمشيمة لولد المرأة. وفي بعض ألفاظ الصحيح أنهم لما فعلوا ذلك استضحكوا حتى جعل بعضهم يميلُ على بعض، أي يميل هذا على هذا من شدَّة الضحك لعنهم الله. وفيه أن فاطمة لما ألقَتْه عنه أقبلتْ عليهم فسبَّتْهم، وأنه لما فرغ من صلاته رفع يديه يدعو عليهم، فلما رأوا ذلك سكن عنهم الضحك، وخافوا دعوته، وأنه دعا على الملأ منهم جملةً، وعيَّن في دعائه سبعة. وقع في أكثر الروايات تسميةُ ستةٍ منهم: وهم عُتْبة، وأخوه شَيْبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبو جهل بن هشام، وعقبة بن أبي مُعَيط، وأمية بن خلف.

قال أبو إسحاق (١): ونسيتُ السابع.

قلتُ: وهو عمارة بن الوليد وقع تسميته في صحيح البخاري (٢).

قصة الإراشي (٣)

قال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق (٤) حدّثنا عبد الملك بن أبي سفيان الثقفي. قال: قدم رجل من إراش بإبلٍ له إلى مكة، فابتاعها منه أبو جهل بن هشام، فمطله بأثمانها، فأقبل الإراشيُّ حتى وقف على نادي قريش ورسول الله جالس في ناحية المسجد، فقال: يا معشر قريش مَنْ رجلٌ يُعْديني على أبي الحكم بن هشام، فإني غريبٌ وابنُ سبيل، وقد غلبني على حقِّي؟ فقال أهل المجلس: ترى ذلك [الرجل]-وهم يهوونَ به (٥) إلى رسول الله لما يعلمون ما بينه وبين أبي جهل من العداوة- اذهب إليه، فهو يعديك عليه. فأقبل الإراشيُّ حتى وقف على رسول الله فذكر ذلك له، فقام معه، فلما رأوه قام معه قالوا لرجلٍ ممن معهم: اتبعْه فانظر ما يصنع؟ فخرج رسول الله حتى جاءه فضرب عليه بابه فقال: من هذا؟ قال: "محمد، فاخرُجْ" فخرجَ إليه وما في وجهه قطرةُ دم، وقد انتقع لونه. فقال: "أعْطِ هذا الرجل حقَّه". قال: لا تبرَحْ حتى أُعطيه الذي له. قال: فدخل فخرج إليه بحقِّه فدفعه إليه، ثم انصرف رسولُ الله . وقال للإراشي: "الحقْ لشأنك". فأقبل الإراشيُّ حتى وقف على ذلك المجلس فقال: جزاه الله خيرًا، فقد أخذتُ (٦) الذي لي.


(١) في ح، ط: ابن إسحاق. وهو تصحيف، والصواب من صحيح مسلم في الحديث المشار إليه في الحاشية السابقة رقمه ١٠٩.
(٢) فتح الباري (٥٢٠) الصلاة باب المرأة تطرح عن المصلِّي شيئًا من الأذى.
(٣) "الإراشي": نسبة إلى إراش، بالكسر والشين المعجمة، موضع حكاه ياقوت في معجم البلدان (١/ ١٣٤).
وإراش أيضًا: هو ابن لِحْيان بن الغوث، وقيل: هو ابن عمرو بن الغوث، وهو والد أنمار، أبو بجيلة من خثعم. انظر التاج (أرش) وإراشة أيضًا من بني وائل بن قاسط. انظر الاشتقاق ص ٣٣٥.
(٤) أخرجه البيهقي في الدلائل (٢/ ١٩٣) عن الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير به.
(٥) في ح، ط: يهزون به إلى رسول الله. والمثبت من دلائل النبوة للبيهقي وما بين معقوفين منه.
(٦) كذا في ط وفي ح والدلائل: أخذ من غير تاء.