للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليسرى، ثم يمسكه بفيه، [ثم يجذب باليسرى، ثم يمسك بفيه إلى أن يستقي] (١)، ولقي شدَّة وعناءً، ومات (٢) في محبسه هذا وحيدًا، فدفن هناك، ثم سأل أهلُه نقلَه، فدفن في داره، ثم نقل منها إلى غيرها، فاتفقَ له أشياء غريبة: منها أنه وزر ثلاث مرات، وعُزِلَ ثلاث مرَّات، وولي لثلاثةٍ من الخلفاء، ودفن ثلاث مرات، وسافر ثلاث سفرات، مرتين منفيًا، ومرة في وزارته إلى الموصل كما تقدَّم (٣).

وفي هذه السنة دخل بُجْكُم إلى بغداد، فقلَّده الرَّاضي إمرة الأمراء مكان ابن رائق - وقد كان بُجْكُم هذا من غِلْمان أبي علي العارض (٤) وزير ماكان بن كالي الدَّيْلمي، فاستوهبه ما كان من الوزير، فوهبه له، ثم فارق ما كان ولحق بمرداويج، وكان في جُمْلة منْ قتلَه في الحمَّام كما تقدَّم (٥) - وسكن بُجْكُم في دار مُؤْنس الخادم، وعَظُمَ أمره جدًّا. وانفصل ابن رائق، وكانت أيامه سنة وعشرة أشهر وستة عشر يومًا.

وفيها بعث عماد الدولة بن بُوَيْه أخاه معز الدولة فأخذ بلاد الأهواز لأبي عبد الله البَرِيْدي، وانتزعها من يد بُجْكُم، وأعادها إليه.

وفيها استولى لشكري؛ أحد أمراء وشمكير الدَّيْلمي على بلاد أذْرَبيجان، وانتزعها من رستم بن إبراهيم الكُرْدي؛ أحد أصحاب ابن أبي السَّاج، بعد قتالٍ شديد طويل.

وفي هذه السنة اضطرب أمرُ القرامطة جدًّا، وقتلَ بعضُهم بعضًا، وانكفُّوا بسبب قتلهم عن التعرُّضِ للفساد في الأرض، ولزموا بلدَهُمْ هَجَر لا يرومون منه انتقالًا إلى غيره، ولله الحمد والمنَّة.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أحمد بن زياد (٦) بن عبد الرحمن اللَّخْمي الأندلسي.


(١) ما بين حاصرتين من (ط).
(٢) سيأتي ذكره في وفيات سنة (٣٢٨ هـ).
(٣) انظر وفيات سنة (٣٢٣ هـ).
(٤) العارض رئيس ديوان الجند، يوكل إليه نفقات الجيش وأرزاق جنده، وله الحل والعقد، والإثبات والإسقاط، تاريخ البيهقي (٥٣٦).
(٥) انظر أحداث سنة (٣٢٣ هـ).
(٦) الديباج المذهب (٣٣) شجرة النور الذكية (٨٦) وفيهما: أحمد بن محمد بن زياد بن عبد الرحمن ووفاته سنة (٣١٢ هـ)، وفي المنتظم (٦/ ٢٩٤): أحمد بن زياد بن محمد بن زياد بن عبد الرحمن، وهو الصواب، فقد ترجمه ابن الفرضي في تاريخه (١٠١) وذكر وفاته في هذه السنة (٣٢٦)، وتابعه الذهبي في تاريخ الإسلام (٧/ ٥١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>