للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاثة آلاف، وسهم الراجل ألف درهم. وبعثوا بالأخماس مع فرات بن حيان، وبالفتح مع الحارث بن حسان، وولي إمرة حرب الموصل ربعي بن الأفكل، وولي الخراج بها عَرْفَجة بن هَرْثَمة.

فتح ماسَبَذان (١) من أرض العراق

لما رجع هاشم بن عتبة من جلولاء إلى عمر بالمدائن، بلغ سعدًا أن آذين بن الهرمزان قد جمع طائفة من الفرس، فكتب إلى عمر في ذلك، فكتب إليه أن ابعث جيشًا وأمر عليهم ضرار بن الخطّاب. فخرج ضرار في جيشٍ من المدائن، وعلى مقدمته ابن الهزيل (٢) الأسدي، فتقدم ابن الهزيل بين يدي الجيش، فالتقى مع آذين وأصحابه قبل وصول ضرار إليه، فكسر ابن الهزيل طائفة الفرس، وأسر آذين بن الهرمزان، وفرَّ عنه أصحابه، وأمر ابن الهزيل فضرب عنق آذين بين يديه، وساق وراء المنهزمين حتى انتهى إلى ماسَبَذان - وهي مدينة كبيرة - فأخذها عنوة، وهرب أهلها في رؤوس الجبال والشعاب، فدعاهم فاستجابوا له، وضرب على منْ لم يسلم الجزيةَ، وأقام نائبًا عليها حتى تحوّل سعد من المدائن إلى الكوفة كما سيأتي.

فتح قَرْقِيسياء وهيت (٣) في هذه السنة

قال ابن جرير (٤) وغيره: لما رجع هاشم من جلولاء إلى المدائن وكان أهل الجزيرة قد أمدوا هرقل على أهل حمص على قتال أبي عبيدة وخالد - لما كان هرقل بقنسرين - واجتمع أهل الجزيرة في مدينة هيت، كتب سعد إلى عمر في ذلك، فكتب إليه أن يبعث إليهم جيشًا، وأن يؤمِّر عليهم عمر بن مالك بن عتبة بن نوفل بن عبد مناف، فسار فيمن معه من المسلمين إلى هيت، فوجدهم قد خندقوا عليهم، فحاصرهم حينًا فلم يظفر بهم، فسار في طائفة من أصحابه، واستخلف على محاصرة هيت الحارث بن يزيد، فراح عمر بن مالك إلى قرقيسياء فأخذها عنوة، وأنابوا إلى بذل الجزية، وكتب إلى نائبه على هيت: إن لم يصالحوا أن يحفر من وراء خندقهم خندقًا، ويجعل له أبوابًا من ناحيته. فلما بلغهم ذلك أنابوا إلى المصالحة.

قال شيخنا أبو عبد الله الحافظ الذهبي (٥): وفي هذه السنة بعث أبو عبيدة عمرو بن العاص بعد فراغه


(١) ماسَبَذان: إحدى مدن الفرس، وأصلها ماه سبذان مضاف إلى اسم القمر. معجم البلدان (٥/ ٤١).
(٢) كذا في أ، ط وفي تاريخ الطبري (٤/ ٣٧): ابن الهذيل.
(٣) قرقيسياء: بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق، وكان سعد بن أبي وقاص قد أنفذ جيشًا وهو بالمدائن إلى هيت وقرقيسيا ورئيسهم عمر بن مالك الزهري فنزلوا على حكمه. معجم البلدان (٤/ ٣٢٨).
وهيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة، وهي مجاورة للبرية. معجم البلدان (٥/ ٤٢١).
(٤) في تاريخه (٤/ ٣٧ - ٣٨).
(٥) في تاريخ الإسلام (٢/ ٢٠) طبعة مكتبة القدسي.