للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أواخر المحرم أعرس الأميرُ بدر الدين بيليك الخازندار (١) على بنت الأمير لؤلؤ (٢) صاحب الموصل، واحتفل [الملك] الظاهر بهذا العرس احتفالًا بالغًا.

قال ابن خلكان (٣): وفي هذه السنة اصطاد بعض أمراء الظاهر بحدود حماة (٤) حمار وحش فطبخوه فلم ينضج ولا أثر فيه كثرة الوقود، ثم افتقدوا جلده فإذا هو مرسوم على أذنه بهرام جور (٥)، قال: وقد أحضروه إليَّ فقرأته كذلك، وهو يقتضي أن لهذا الحمار قريبًا من ثمانمئة سنة، فإن بهرام جوركان قبل المبعث بمدة متطاولة، وحمر الوحش تعيش دهرًا طويلًا.

قلت: يحتمل أن يكون هذا بهرام شاه الملك الأمجد، إذ يبعد بقاء مثل هذا بلا اصطياد هذه المدة الطويلة، ويكون الكاتب قد أخطأ فأراد كتابة بهرام شاه (٦) فكتب بهرام جور فحصل اللَّبس من هذا (٧) والله أعلم.

[ذكر بيعة الحاكم بأمر الله العباسي]

في السابع والعشرين من ربيع الآخر دخل الخليفة أبو العباس الحاكم بأمر الله أحمد بن الأمير أبي علي القُبِّي بن الأمير علي بن الأمير أبي بكر بن الإمام المسترشد بالله بن المستظهر بالله أبي العباس أحمد من بلاد الشرق وصحبته جماعة من رؤوس تلك البلاد، وقد [كان] شهد الوقعة صحبة المستنصر، وهرب هو في جماعة من المعركة فسلم، فلما كان يوم دخوله تلقّاه السلطان الظاهر وأظهر السرور له والاحتفال به (٨)، وأنزله في البرج الكبير من قلعة الجبل، وأُجْرِيَتْ (٩) عليه الأرزاق الدارة والإحسان.

وفي ربيع الآخر عزل الملك الظاهر الأمير جمال الدين آقوش النجيبي (١٠) عن استداريته (١١)


(١) أ، ب: الخزندار.
(٢) تقدمت ترجمة لؤلؤ في وفيات سنة ٦٥٦ من هذا الجزء.
(٣) وفيات الأعيان (٦/ ٣٥٤).
(٤) أ، ب: لبرود.
(٥) ترجمة بهرام جور في وفيات الأعيان (٦/ ٣٥٤ - ٣٥٥).
(٦) تقدمت ترجمة بهرام شاه في وفيات سنة (٦٢٨) من هذا الجزء.
(٧) أ: من هذا هذا بعيد جدًا.
(٨) عن ط وحدها.
(٩) أ، ب: أجري.
(١٠) سترد ترجمة آقوش النجيبي في وفيات سنة ٦٧٧ من هذا الجزء إن شاء الله تعالى.
(١١) أ، ب: استدارتيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>