للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيهقيّ: حدَّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عليّ المُقْرئ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدَّثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدَّثنا محمد بن مِنْهال، حدَّثنا يَزيدُ بنُ زُرَيع، حدَّثنا يونُس بن عُبَيْد، عن الحسن، أنَّ عائشةَ ذكرت النار فبكَتْ، فقال لها رسول اللَّه : "ما يُبْكيك يا عائشة؟ " قالت: ذَكَرْتُ النارَ فبَكَيْتُ، هل تذكُرون أهليكم يوم القيامة؟ قال: "أما في ثلاثِة مواطنَ فلا يذكُر أحدٌ أحدًا؛ حَيثُ يُوضعُ العمل في الميزان، حتى يعلم أيثْقُلُ ميزانه أمْ يَخِفّ، وحيثُ يقول: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ حيث تَطَايَرُ الصُّحُفُ، حتى يَعْلمَ كِتابَهُ في يَمينه، أو في شِمالِهِ، أو من وراء ظَهْرِه، وحيثُ يوضَعُ الصِّراطُ على جِسْرِ جَهنَّم" قال يونس: أشُكُّ هل قال الحسن: حافتاه كَلاليب، وحَسَكٌ يَحْبسُ اللَّهُ بِهِ منْ يشاءُ من خَلْقِه، حتّى يَعلمَ أينجو أمْ لا يَنْجُو، ثم قال البيهقيّ: حدَّثنا الرُّوذَبَاريّ: حدَّثنا ابن دَاسةَ، حدَّثنا أبو داود، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم، وحُمَيْدُ بن مَسْعدةَ، أن إسماعيل بن إبراهيم حدّثهم، قال: حدَّثنا يونُس، عن الحسن، عن عائشة: أنّها ذكرت النارَ فبَكَتْ. . . وذكر الحديث بنحوه، إلّا أنَّه قال: "وعند الكتاب، حين يقال ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ حتى يَعْلَم أيْنَ يَقعُ كتابُه، أفي يَمينه أمْ في شِمالِه، أمْ منْ وَراءَ ظَهْرِه، وعنْدَ الصراط، إذا وُضعَ بَيْنَ ظَهْرانَي جَهَنّم" قال يعقوب عن يونس: وهذا لفظ حديثه (١).

[طريق أخرى عن عائشة ]

قال الإمام أحمد: حدَّثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا ابنُ لَهِيعةَ، عن خالد بن أبي عِمْران، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول اللَّه، هل يذكر الْحَبيبُ حَبيبهُ يَومَ القيامةَ؟ قال: "يا عائشة، أمَّا عند ثلاثٍ، فلا، [أما] عِنْدَ الميزان حتى يَثْقُلَ، أو يَخفّ فلا، وأمّا عند تَطاير الكُتب، فإمَّا أنْ يُعْطَى بِيَمينه، أو يُعْطَى بِشمَالِه، فلا، ثمَّ حين يَخرج عُنُقٌ من النار فيَنْطَوي عليهم، ويَتغيَّظُ عليهم، ويقول ذلك العُنق: وُكِّلْتُ بثلاثة، وكلت بمن ادَّعَى مع اللَّه إلهًا آخَر، ووُكِّلْتُ بمن لا يؤمِنُ بيَوْمِ الحِساب، ووكِّلْتُ بكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ" قال: "فيَنْطوي عليهم، ويَرْمي بهم في غَمراتٍ، ولجَهَنَّم جسر أدقُّ من الشعر، وأحدُّ من السيف، عليه كَلاليب، وحَسَك، تأخذ منْ شاء اللَّه، والناسُ عليه كالطرْف، وكالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخَيْل والرِّكابِ، والملائكةُ يقولون: ربِّ سلّم، ربّ سلّم، فناجٍ مُسلَّم، ومَخْدُوش مُسلَّم، ومُكوَّرٌ في النار على وجهه" (٢).

وتقدم من رواية حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس، عن أنس، أنَّه قال: اشفعْ لي يا رسول اللَّه، قال: "أنا فاعل" قال: فأيْنَ أطْلُبُكَ؟ قال: "اطلبني أَوَّلَ ما تَطْلُبُني عند الصراط"


(١) ورواه أيضًا البيهقي في "الاعتقاد" (٢٧٤) وأبو داود (٤٧٥٥) وهو حديث حسن بطرقه وشواهده.
(٢) رواه أحمد في المسند (٦/ ١١٠) وهو حديث حسن بطرقه وشواهده.

<<  <  ج: ص:  >  >>