للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان له عباداتٌ ومجاهداتٌ وسياحاتٌ، وبنى رباطًا بباب الأَزج يأوي إِليه أهل العلم من المقادسة وغيرهم، وكان يؤثرهم ويحسن إِليهم، وقد سمع الحديث وقرأ القرآن، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وكانت (وفاته) في هذه السنة (١) وقد جاوز الثمانين.

[ثم دخلت سنة عشر وستمئة]

فيها أمر العادل (٢) أيام الجمع بوضع سلاسل على أفواه (٣) الطرق إِلى الجامع لئلا تصل الخيول إِلى قريب الجامع صيانة للمسلمين عن التأذّي بهم والتضييق عليهم (٤).

وفيها ولد الملك العزيز للظاهر غازي (٥) صاحب حلب، وهو والد الملك الناصر (٦) صاحب دمشق واقف الناصريتين داخل دمشق، إِحداهما داخل باب الفراديس، والأخرى بالسفح ذات الحائط الهائل والعمارة المتينة، التي قيل إِنه لا يوجد مثلها إِلا قليلًا، وهو الذي أسره التتار الذين مع هلاكو ملك التتار (٧).

وفيها: قدم بالفيل من الديار المصريه (٨) ليُحمل (٩) هديةً إِلى (صاحب) الكرج فتعجب أهل دمشق منه جدًا، ومن بديع خلقته (١٠).

وفيها: قدم الملك الظافر (١١) خضر بن السلطان صلاح الدين من حلب قاصدًا الحج، فتلقاه الناس وأكرمه ابن عمه المعظم (١٢) [صاحب دمشق]، فلما لم يبق بينه وبين مكة إِلا مراحل يسيرة تلقته حاشية الكامل (١٣)


= المنذري: أبا الشكر. (بشار).
(١) في ط: توفي.
(٢) سترد ترجمة الملك العادل سنة ٦١٥ هـ.
(٣) أ، ب: أبواب الطريق، وفي ذيل الروضتين: أفواه السكك.
(٤) ط: عن الأذى بهم ولئلا يضيقوا على المارين إِلى الصلاة.
(٥) سترد ترجمة -الملك الظاهر- في وفيات ٦١٣ هـ.
(٦) سترد ترجمة الملك الناصر سنة ٦٥٩ هـ.
(٧) أ، ب: واقف الناصريتين الذي أسره هلاوون ملك التتار. والباقي عن ط وحدها. وترجمة المدرستين في مختصر تنبيه الطالب، ومنادمة الأطلال.
(٨) ط: من مصر.
(٩) في ط: "فحمل" وما أثبتناه أحسن، وينظر تاريخ الإسلام (١٣/ ٢٧).
(١٠) ط: وفيها قدم بالفيل من مصر فحمل هدية إِلى صاحب الكرج فتعجب الناس منه جدًا ومن بديع خلقه.
(١١) ب: الملك الظاهر. تحريف، وترجمة الظافر سنة ٦٢٧ هـ. ترويح القلوب (٩٤).
(١٢) الملك الظافر سترد ترجمته في وفيات سنة ٦٢٧ هـ.
(١٣) الملك الكامل سترد ترجمته في سنة ٦٣٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>