للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسمه سالم بن سَبْرَة، قال: كان عُبَيْدُ اللَّه بنُ زياد يسألُ عن الحوض، حَوْضِ محمّد ، وكان يُكذِّبُ به بَعْدَ ما سَأل أبا بَرْزَة، والبَرَاء بن عازب، وعائِذَ بن عمرو، ورجلًا آخر، وكان يُكذِّب به.

فقال أبو سبرة لِعُبَيْد اللَّه بن زياد: أنا أحدِّثك بحديثٍ فيه شفاءٌ مِنْ هذا، إنّ أباك بَعَثَ معي بمالٍ إلى معاوية، فلقيت عبد اللَّه بن عمرو، فحدّثني بما سمع مِنْ رسول اللَّه ، وأملى عليَّ، فكتبتُ بيَدي، فلم أزِدْ حَرْفًا، ولم أنْقُصْ حَرْفًا. حدّثني أن رسول اللَّه قال: "إنّ اللَّهَ لا يُحبّ الفُحْشَ، -أوْ يُبْغضُ- الفَاحشَ والمُتَفَحِّشَ". قال: "ولا تقوم الساعة حتى يَظْهَر الفحش، والتفاحشُ، وقطيعةُ الرحم، وسوء المُجاوَرة، وحتى يؤتمن الخائن، ويُخوَّن الأمينُ" وقال: "ألا إنّ موعدَكم حَوْضي، عَرْضُه وطوله واحد، وهو كما بين أيْلَة ومكة، وهو مَسيرَةُ شَهْر، فيه مثلُ النجوم أباريقُ، شرابُه أشدُّ بياضًا من الفِضَّة، من شَرِبَ منه مَشْربًا لم يظمأ بَعْدهُ أبدًا" فقال عُبَيْدُ اللَّه: ما سَمِعتُ في الحوض حديثًا أثْبَتَ من هذا، وصدّق به، وأخذ الصحيفة، فحبسها عنده (١).

[طريق أخرى عنه]

قال أبو بكر البزار في "مسنده": حدّثنا محمود بن بَكْر بن عبد الرحمن، حدّثنا أبي، حدّثنا عيسى بن المختار، عن محمد بن أبي ليلى، عن عبد اللَّه بن عُبَيْد اللَّه بن أبي مُلَيْكة، عن عُبَيْد بن عُمَيْر الليثيّ، عن عبد اللَّه بن عمرو: سمعتُ رسول اللَّه يقول: "إنّ لي حَوْضًا في الجَنَّةِ، مَسيرَتُهُ شهر، وزواياه سواءٌ، ريحُهُ أطْيبُ منَ المِسْك، ماؤه كالوَرِقِ، أقداحُه كنجوم السماء، من شرب منه شَرْبَةً لم يَظْمأ بعدها أبدًا" ثم قال: لا نَعْلمُ روَى عُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ عن عبد اللَّه بن عمرو غيرَ هذا الحديث (٢).

[طريق أخرى عنه]

رواها الطبرانيُّ من حديث مُسلم بن رئاب (٣) عن عبد اللَّه بن عمرو، .

رواية عبد اللَّه بن مسعود الهذلي

قال البخاريّ: حدّثنا يحيى بن حَمَّاد، حدّثنا أبو عَوانة، عن سُلَيْمانَ، عن شَقيقٍ، عن عبد اللَّه، عن النبي ، قال: "أنا فَرَطُكُمْ على الحوض" قال البخاريّ: وحدّثنا عمرو بن عليّ،


(١) رواه أحمد في المسند (٢/ ١٦٢) وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد وطرق يقوى بها.
(٢) ورواه البزار في مسنده رقم (٢٤٦٢) من طريق نافع بن عمر كالطريق الأولى.
(٣) في (أ): رباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>